أكادير اليوم

تحريف الأسماء الأمازيغية في قلب أكادير: “هشتوكة” بدل “اشتُوكن” نموذج صارخ للإقصاء الثقافي

في مشهد يثير القلق حول احترام الهوية الأمازيغية بالمجال الحضري لعاصمة سوس ، رُصدت كاميرا الجريدة أخيراً لوحة تشويرية وسط مدينة أكادير، و بالضبط بحي السلام، تحمل اسم “زنقة هشتوكة – Rue Hachtouka”، وهو تحريف واضح لاسم المنطقة الأمازيغية الأصيلة “أشتوكن” أو “شتوكة”، التي تمتد جذورها في عمق التاريخ والثقافة السوسية.

هذه اللوحة المثبتة بالقرب من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير (ENCG) بأكادير، تطرح أكثر من علامة استفهام حول آليات اعتماد التسميات الرسمية للشوارع والأزقة داخل المدينة، ومدى احترامها للهوية الأمازيغية التي تشكل أحد أعمدة الشخصية المغربية.

ففي الوقت الذي قطعت فيه المملكة خطوات مهمة في ترسيم اللغة الأمازيغية وإدماجها في الفضاء العمومي، يبدو أن بعض الممارسات الإدارية ما تزال أسيرة الإهمال أو الجهل بالتراث المحلي، ما يؤدي إلى تشويه أسماء أماكن أمازيغية عريقة، وتحويلها إلى صيغ دخيلة لا تمت للأصل بصلة، كما هو الحال مع كلمة “هشتوكة” التي لا وجود لها في المعجم الأمازيغي أو ” العربي “.

عدد من المهتمين بالشأن الثقافي الأمازيغي بمدينة أكادير اعتبروا هذا الخطأ “مسا بالذاكرة الجماعية وبالرمزية الجغرافية والثقافية”، مطالبين جماعة أكادير والجهات الوصية بفتح تحقيق عاجل لتصحيح الاسم على الفور، واعتماد صيغ الأسماء الأمازيغية بالأبجدية تيفيناغ والعربية معاً، انسجاماً مع روح الدستور ومقتضيات القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.

إن الحفاظ على الأسماء الأصلية للأماكن ليس مجرد مسألة لغوية، بل هو موقف حضاري وهوياتي يعكس احترام الدولة والمجالس المنتخبة لموروثها الثقافي المتعدد. فتحريف “أشتوكن” إلى “هشتوكة” ليس مجرد خطأ مطبعي عابر، بل هو مؤشر على ضعف الوعي بعمق الانتماء الأمازيغي للمدينة وللجهة ككل.

ويبقى السؤال المطروح هو، من يتحمل مسؤولية مراقبة هذه اللوحات؟ وهل سيتم تصحيح هذا الخطأ ورد الاعتبار للاسم الأمازيغي الأصيل كما تنص القوانين المغربية؟
أكادير: إبراهيم فاضل

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى