الرياضة

نبض الشارع الرياضي: قراءة في مواقف الجماهير من أداء المنتخب الوطني واختيارات المدرب

  • عبد العزيز شجيع //

تثير اختيارات وأداء المنتخب الوطني المغربي خلال المبارتين الأخيرتين في كأس افريقيا 2025 نقاشا واسعا وسط الجماهير والمتتبعين.

ورغم أن الحكم النهائي يعود لأصحاب الاختصاص، إلا أن المتابعة العادية تكشف عدة مؤشرات تطرح تساؤلات حول النهج، والاختيارات، والفعالية التقنية.

أول ما يلفت الانتباه هو تعنت الناخب الوطني بالتمسك بأسلوب واحد لا يتغير، وكأن كل الخصوم يتشابهون، في حين تتطلب المواجهات بكأس إفريقيا تنويع الخطط والتفاعل مع متغيرات كل مباراة لتواجد مدربين من مختلف المدارس الكروية.

هذا الجمود في النهج يجعلنا كمشاهدين نحس أحيانا أن اللاعبين يؤدون بدون خطة واضحة، ما ينعكس على التمركز، التحرك، وغياب النجاعة.

ثم تأتي التغييرات داخل المباراة التي غالبا ما تكون متأخرة أو غير فعالة، وكأنها لا تنبع من قراءة ميدانية، بل مجرد استجابة شكلية.

يضاف إلى ذلك ثبات وتكرار المجريات في أغلب المقابلات، دون أي تغيير تكتيكي ملموس على مستوى الأداء أو الروح الجماعية.

أما على صعيد اللائحة، فقد أثارت استبعاد أسماء وازنة مثل زياش، بوفال، البوفتني، معما، حريمات……استغراب المتتبعين، خصوصا أمام استدعاء لاعبين لم يقدموا ما يبرر حضورهم، في وقت تحتاج فيه المجموعة إلى عناصر قادرة على صنع الفارق.

رغم كل هذه الملاحظات، أقر البعض من الجمهور كون، المتابع لا يملك المؤهلات التقنية الكافية للحكم المطلق على مردود المدرب، لأن الميدان له قواعده وحيله الخاصة، لكن من حق الجمهور أن يبدي رأيه حين يشعر أن هناك شيء ما لا يسير كما يجب.

في ضوء ما سلف، يظهر جليا أن أداء المنتخب الوطني يطرح عدة إشكالات مرتبطة أساسا باختيارات المدرب، وثبات النهج التكتيكي، وضعف التفاعل مع متغيرات المباريات.

ورغم توفر المنتخب على أسماء وازنة داخل المغرب وخارجه، إلا أن الرؤية التقنية الحالية تبدو محدودة الأفق، تفتقر إلى الجرأة في التغيير والابتكار.

كما أن استبعاد بعض الأسماء البارزة يفتح باب التساؤل حول معايير الانتقاء، ويضع مشروعية القرارات التقنية تحت المجهر.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن التدريب مهنة معقدة تتطلب الإحاطة بأبعاد فنية ونفسية وتكتيكية دقيقة، قد لا تظهر للمتابع العادي.

غير أن المتفرج من حقه أن يطمح لرؤية أداء مقنع، ونهج مرن، وخيارات منسجمة مع تطلعات الجماهير.

وفي نهاية المطاف، فإن تصحيح المسار يقتضي جرأة في المراجعة، وانفتاحا على النقد البناء، ووضع مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار، لأن الكرة اليوم لم تعد فقط لعبة، بل مرآة لهوية وطنية وطموح شعبي.

          

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى