الرأيالمغرب اليوم

من لماذا الأمازيغية..إلى كيف الأمازيغية؟

  • رشيد نجيب //

الأستاذ والمناضل القدير المرحوم إبراهيم أخياط، مؤسس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي كأول جمعية ثقافية أمازيغية وضعت الاهتمام بالثقافة واللغة والهوية الأمازيغية في طليعة وصدارة مبادئها وأهدافها التي تتوخى تحقيقها. كان ذلك في نهاية الستينيات من القرن الماضي. له مجموعة من المؤلفات والكتابات التي أسست حقيقة للخطاب الأمازيغي بالمغرب ولنضاليته، في زمن كانت فيه الحركة الثقافية الأمازيغية بحاجة ماسة لمثل هاته المؤلفات التي شكلت إطارا أساسيا ومرجعيا وحتى أكاديميا لحركة مدنية اختارت في البداية النضال الثقافي من أجل قضية بدا في الأول ولعقود أنها ثقافية، قبل أن يظهر الزمن وسياق التاريخ بتسارعه وتطور أحداثه أنها أكبر من كونها قضية ثقافية، حتى لا نقول بمنتهى الوضوح إنها سياسية. ومن أهم هذه المؤلفات التي كتبها الأستاذ إبراهيم أخياط في هذه الفترة نجد كتاب: لماذا الأمازيغية؟

“لماذا الأمازيغية”، كتاب صغير في حجمه لكنه كبير في مضمونه الفكري والاستراتيجي والترافعي، هو مرافعة موجهة بالأساس إلى النخبة المغربية يجيب عن السؤال عنوان الكتاب من النواحي الثقافية والسياسية والدينية والتنموية…وغيرها. بداية الكتاب كانت عبارة عن سلسلة من المقالات الشهرية بدأ الراحل نشرها في الصفحة الأولى في الجريدة المعروفة “تامونت” / الوحدة التي أصدرتها جمعية “لامريك” أواسط التسعينيات من القرن الماضي، وهي بدون شك خلاصات واستنتاجات العروض والمحاضرات التي قدمها المرحوم على امتداد التراب الوطني.

فكرة كتابة هذا العمود الصحافي جاءت بعد الاستماع إلى حلقة متميزة للبرنامج الناجح “تيزي ن تومرت” على أثير إذاعة ميد راديو الذي استضافت فيه الإعلامية المتألقة فرح الباز د.ياسين أخياط، ابن الراحل سي إبراهيم والعضو بجمعية “لامريك” ورئيس مؤسسة أخياط للتنوع الثقافي، حلقة كان فيها الضيف دقيقا جدا  في تشخيص وضعية اللغة والثقافة الأمازيغية لاسيما في سياق انطلاق العمل المؤسساتي الرسمي على مستوى مجموعة من الإدارات والمؤسسات…

في تشخيصه للواقع الذي تعيشه الأمازيغية اليوم، انتقل بنا الضيف من سؤال “لماذا الأمازيغية” إلى سؤال “كيف” الأمازيغية. وذلك في سياق تاريخي دقيق حاسم بدأت فيه العديد من المؤسسات تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية مع وجود اختلافات كثيرة حتى لا نقول عميقة حول عملية التفعيل هاته، وحتى فهم عبارة “التفعيل الرسمي للأمازيغية” نفسها. إذ أفرز لنا الواقع مؤسسات نجحت فعلا في العملية وتقدمت بعيدا في مقابل وجود مؤسسات وإدارات لم تتقدم كثيرا في الموضوع، حتى لا نقول إن عملية التفعيل تفهمها بكونها مجرد كتابة اسمها بحرف تيفيناغ بكل الأخطاء الكثيرة المرصودة.

من بين الأمور التي توقف عندها د.أخياط وهو يطرح سؤال: “كيف الأمازيغية” هناك الإمكانيات المالية الهامة المرصودة لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في إطار صندوق تنمية الأمازيغية. إذ الأولى منطقيا وضع البرامج والخطط والاستراتيجيات والمخططات قبل رصد الإمكانيات المادية والمالية لها. وليس العكس. وهو ما يراه مراقبون وملاحظون كثيرون متتبعون للشأن الأمازيغي يحد من فعالية ونجاعة الصندوق المحدث لهذه الغاية.

          

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى