أشرف حكيمي: “الانتصار جماعي، حتى إن لم ألمس الكرة»..

أمسية كروية مفعمة بالحماس، واصل المنتخب المغربي رحلته المظفرة نحو تأكيد زعامته القارية بعد انتصاره المستحق على منتخب جزر القمر مساء الأحد.

أداء الأسود اتسم بالانضباط والفعالية، حيث فرض أبناء وليد الركراكي إيقاعهم منذ الدقائق الأولى، مؤكدين أن روح المجموعة لا تقل قوةً عن المهارة الفردية.

ورغم غياب نجم باريس سان جيرمان أشرف حكيمي عن التشكيلة الأساسية وجلوسه على منصة الاحتياط طوال المقابلة، فإن حضوره ظل طاغيًا على أجواء المباراة.

لم يكن مجرد متفرج، بل كان رمزًا لحكمة النجوم الذين يعرفون متى يتراجعون خطوة ليمنحوا المساحة لجيل يصعد بثقة.

بعد صافرة النهاية، شوهد وهو يحتضن زملاءه بابتسامة عريضة، وكأنه يقول: «الانتصار جماعي، حتى إن لم ألمس الكرة».

قصة حكيمي مع المنتخب المغربي تتجاوز حدود المستطيل الأخضر.

منذ ظهوره الأول بقميص الأسود وهو يجسد طموح جيلٍ شاب بنى مجده بين مدريد ودورتموند وباريس، لكنه لم ينس جذوره في كنف الوطن.

علاقته بالمنتخب ليست مصلحة رياضية، بل عقد حبٍّ وانتماء. تمريراته وصراخه في الملعب، وحتى صمته من على دكة البدلاء، كلها فصول من قصة وفاء نادرة في كرة القدم الحديثة.

انتصار الأحد لم يكن فقط ثلاث نقاط جديدة في مسار التصفيات، بل تجديدًا للعهد بين هذا الجيل وجمهور لا يملّ الإيمان بمنتخب صنع من الشغف هويةً ومن التضامن فلسفة.

وبينما يتطلع المغرب إلى التحديات القادمة، يبقى أشرف حكيمي شاهدًا حيًا على أن البطولة الحقيقية ليست في الأهداف المسجلة، بل في الروح التي لا تنكسر.