أكادير تعلن جاهزيتها التامة لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025

على بعد أيام قليلة من انطلاق منافسات كأس إفريقيا للأمم (كان–المغرب 2025)، تعلن مدينة أكادير جاهزيتها الكاملة لاستقبال نخبة كرة القدم الإفريقية، مستندة إلى برنامج طموح للتنمية الحضرية وبنية تحتية رياضية وفندقية بمعايير دولية، تضع عاصمة سوس في مصاف المدن القادرة على احتضان كبرى التظاهرات الرياضية.

وفي هذا الإطار، عاشت أكادير خلال الأسابيع الأخيرة على إيقاع حملة تواصلية واسعة، هدفت إلى إبراز مؤهلات المدينة وقدرتها التنظيمية، حيث جرى تنظيم ما لا يقل عن 26 نشاطاً متنوعاً شمل عدداً من الأحياء والفضاءات العمومية والمؤسسات التعليمية، في مبادرة عكست انخراط مختلف الفاعلين في إنجاح هذا الموعد القاري.

 وشكلت هذه الحملة مناسبة لتسليط الضوء على التحديث الشامل الذي عرفته البنية التحتية الرياضية بالمدينة، وفي مقدمتها الملعب الكبير لأكادير، بما يتوفر عليه من تجهيزات حديثة ومحيط مطابق للمعايير الدولية، إلى جانب التحول النوعي الذي يشهده المشهد الحضري من حيث تهيئة الساحات العمومية، وتوسيع المساحات الخضراء، وتأهيل الشوارع والمحاور الطرقية.

كما أبرزت المبادرة الجهود المبذولة لتحسين انسيابية حركة التنقل داخل المدينة، بما يسهل استقبال الأعداد الكبيرة من الزوار والمشجعين، مع مواكبة الحدث الرياضي بأنشطة تحسيسية وثقافية وفنية وترويجية تعكس غنى وتنوع الموروث المحلي والجهوي.

وتأتي هذه الحملة عقب الندوة التي نظمها مجلس جهة سوس–ماسة، بشراكة مع ولاية الجهة وجماعة أكادير، والتي خُصصت لإبراز قدرة المدينة على احتضان التظاهرات الرياضية الكبرى، وعلى رأسها كأس أمم إفريقيا 2025، في أفق رؤية استراتيجية أوسع تستحضر الاستعداد المبكر لاحتضان مباريات كأس العالم 2030.

وقد نُظمت هذه المبادرة تحت شعار “من كأس إفريقيا للأمم إلى كأس العالم… أكادير في قلب الحدث الرياضي”، وشملت برنامجاً غنياً من الأنشطة، من بينها مسابقات في فن الجداريات وفن الطهي، ودوريات كروية، وعروض مسرحية وموسيقية، ومنافسات رياضية بين المؤسسات الجامعية، إضافة إلى معارض للمنتجات المجالية والصناعة التقليدية المغربية والإفريقية، وورشات للرسم ولعبة الشطرنج لفائدة الأطفال.

وفي بعده الاجتماعي والإنساني، عرف البرنامج تنظيم مباراة استعراضية في كرة القدم للمكفوفين جمعت لاعبين من المنتخب الوطني بنظرائهم من المنتخب الجهوي، إلى جانب دوري مصغر في كرة القدم داخل القاعة، في خطوة تروم تعزيز قيم الإدماج والمساواة، والتأكيد على البعد المجتمعي للتظاهرات الرياضية الكبرى

وتولت الإشراف على هذه الأنشطة مجموعة من المؤسسات، من بينها الشركة الجهوية للتنمية السياحية سوس–ماسة، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والمديرية الجهوية لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وجامعة ابن زهر، وشركة “سونارجيس”، والمديرية الجهوية للتعاون الوطني بسوس–ماسة.

ان احتضان أكادير لمباريات كأس أمم إفريقيا 2025، ثم كأس العالم 2030، يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها المدينة والجهة، بالنظر إلى التطور اللافت الذي تعرفه بنياتها التحتية وتجهيزاتها الرياضية والفندقية.

وبذلك، تكرس أكادير، باعتبارها واحدة من ست مدن مغربية مستضيفة للعرس القاري إلى جانب الدار البيضاء وطنجة ومراكش والرباط وفاس، موقعها كوجهة رياضية عالمية، مبرزة قدرة المغرب على تنظيم كبريات المنافسات الرياضية بمهنية عالية، استناداً إلى تجربته الواسعة والثقة التي يحظى بها لدى الهيئات الرياضية القارية والدولية.