أكادير اليوم

تخريب الحافلات الحضرية والنقل العمومي بأكادير سلوك مرفوض واعتداء صريح على الملك العموم

لم تمضِ سوى فترة وجيزة على دخول الحافلات الحضرية الجديدة حيز الخدمة بمدينة أكادير، حتى طالتها أيادٍ عابثة عبر تهشيم زجاج عدد منها، في تصرف خلف موجة استنكار واسعة لدى الساكنة والمتتبعين للشأن المحلي، لما يمثله من مساس مباشر بممتلكات عمومية حديثة العهد وباستثمارات مالية ومؤسساتية مهمة رُصدت لتحسين جودة النقل الحضري وصون كرامة المواطنين.

ولا يمكن، بحسب فاعلين محليين، اعتبار هذه الأفعال مجرد “تصرفات طائشة” أو حوادث معزولة، بل هي سلوكيات تخريبية تعكس ضعف الوعي بقيم المواطنة والمسؤولية الجماعية، خاصة وأن هذه الحافلات وُضعت رهن إشارة الجميع دون استثناء، لخدمة الطلبة والعمال وعموم الساكنة، وضمان حقهم في تنقل آمن ومحترم.

ويحذر متابعون من أن خطورة هذه الأفعال لا تقتصر على الخسائر المادية، بل تتجاوزها لتشكل تهديداً حقيقياً لسلامة الركاب والسائقين، إذ إن تهشيم الزجاج قد يؤدي إلى إصابات جسدية خطيرة، ويزرع الخوف في نفوس مستعملي النقل العمومي، كما يقوض الجهود الرامية إلى تشجيع هذا النمط من النقل كخيار حضاري ومستدام داخل المدينة.

تخريب الحافلات الحضرية والنقل العمومي بأكادير سلوك مرفوض واعتداء صريح على الملك العموم - AgadirToday

وفي هذا الإطار، دعت فعاليات مدنية وحقوقية السلطات المحلية والأمنية إلى التدخل العاجل والحازم لتحديد هوية المتورطين وتقديمهم للعدالة، مع إنزال العقوبات القانونية اللازمة في حق كل من ثبت تورطه، تكريساً لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وردعاً لكل السلوكات التي تستهدف الملك العمومي.

كما شددت ذات الفعاليات على أن حماية هذه الاستثمارات العمومية لا يمكن أن تقوم على المقاربة الأمنية وحدها، بل تستدعي أيضاً تعزيز المراقبة، وتكثيف الحملات التحسيسية، وتفعيل أدوار الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني في ترسيخ ثقافة الحفاظ على الممتلكات العامة، باعتبارها جزءاً من السلوك اليومي والمسؤولية المشتركة.

ويجمع متتبعون للشأن المحلي على أن التنمية الحضرية لا يمكن أن تستقيم في ظل العبث والتخريب، وأن المدينة الحديثة لا تُقاس فقط بحجم مشاريعها وبنياتها التحتية، بل أيضاً بوعي ساكنتها واحترامها للملك العمومي، باعتباره ملكاً للجميع وحمايته واجباً جماعياً لا يقبل التهاون.

          

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى