الثقافة

ثقة الفنانين تضع ممثلي سوس ماسة في صدارة مجلس حقوق المؤلف

  • أكادير: إبراهيم فاضل//

في أجواء ديمقراطية طبعتها روح التنافس والمسؤولية، أسفرت انتخابات المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، التي جرت اليوم السبت 13 دجنبر بمختلف مندوبيات المكتب عبر جهات المملكة، عن فوز مستحق لممثلي جهة سوس ماسة، في محطة اعتبرها العديد من المتتبعين مكسباً نوعياً للفاعلين الثقافيين والفنيين بالجهة، وتتويجاً لمسار طويل من النضال والترافع من أجل إنصاف المبدع الجهوي وضمان حضوره داخل مراكز القرار.
وجاءت نتائج هذه الانتخابات لتؤكد الحضور القوي والوازن لجهة سوس ماسة داخل المشهد الإبداعي الوطني، حيث تمكن محمد صوابي من الفوز عن صنف الأداء بحصوله على 419 صوتاً، وهو رقم يعكس حجم الثقة التي حظي بها من طرف الفنانين والمؤدين، ويكرس مكانته كفاعل مهني راكم تجربة ميدانية جعلته قريباً من هموم المبدعين وانتظاراتهم. هذا الفوز لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة مسار من الالتزام والدفاع عن حقوق المؤدين، والسعي إلى تكريس العدالة في توزيع الحقوق وضمان الكرامة المهنية للفنان.
وفي صنف الموسيقى، بصم الفنان الشاب هشام ماسين أخنشي على فوز لافت بحصوله على 247 صوتاً، في نتيجة تعكس بدورها تقدير الجسم الموسيقي لدوره ولمقاربته القائمة على تطوير آليات تدبير حقوق المؤلف، والانفتاح على التحولات الرقمية التي يعرفها القطاع، مع الحرص على حماية الحقوق المادية والمعنوية للموسيقيين والملحنين. ويُنتظر من هذا التمثيل أن يساهم في إيصال صوت الموسيقيين، خاصة المنتمين للجهات، إلى داخل المجلس الإداري، بما يضمن عدالة مجالية في اتخاذ القرار.
أما في صنف الإنتاج، فقد تمكن محمد امخاو من الظفر بعضوية المجلس بعد حصوله على 89 صوتاً، في فوز يؤكد أهمية دور المنتجين في المنظومة الإبداعية، وضرورة تمثيلهم داخل هياكل المكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. ويعول المهنيون على هذا الحضور للدفاع عن مصالح المنتجين، وتعزيز الشراكة بينهم وبين باقي المتدخلين، بما يخدم استدامة الصناعة الثقافية والفنية على الصعيد الوطني.
ويأتي هذا التتويج الجماعي لممثلي جهة سوس ماسة في سياق وطني يتسم بنقاش واسع حول حكامة المكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وسبل تطوير أدائه ليكون في مستوى تطلعات المبدعين، خصوصاً في ظل التحديات المرتبطة بحماية الحقوق في العصر الرقمي، ومحاربة الاستغلال غير المشروع للأعمال الفنية، وضمان شفافية التدبير وعدالة التوزيع. كما يشكل هذا الفوز رسالة واضحة مفادها أن الجهات، وعلى رأسها سوس ماسة، قادرة على إفراز كفاءات تمثيلية قادرة على المساهمة الفعلية في إصلاح القطاع.
ولقيت نتائج الانتخابات ترحيباً واسعاً في الأوساط الثقافية والفنية بالجهة، حيث اعتُبرت خطوة إيجابية نحو رد الاعتبار للفنان السوسي، الذي طالما اشتكى من التهميش وضعف التمثيلية داخل المؤسسات الوطنية. كما عبر عدد من الفاعلين عن أملهم في أن يشكل هذا الفوز منطلقاً لمرحلة جديدة قوامها العمل الجاد، والترافع المسؤول، والانفتاح على كل المبادرات الرامية إلى حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
وللاشارة فإن فوز محمد صوابي امواس ، وهشام ماسين أخنشي، ومحمد امخاو، لا يمثل فقط نجاحاً شخصياً، بل هو انتصار لجهة سوس ماسة بكل مكوناتها الإبداعية، ورسالة مفادها أن الرهان على الكفاءة والقرب من هموم الفنانين يظل السبيل الأنجع لنيل الثقة. ويبقى التحدي الأكبر اليوم هو ترجمة هذه الثقة إلى قرارات وإجراءات ملموسة تعيد الاعتبار للمبدع المغربي، وتكرس دور المكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة كمؤسسة في خدمة الإبداع والعدالة الثقافية.
أكادير: إبراهيم فاضل

          

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى