المجتمع

عبد الرحمان الخال: “مدارس الريادة تسير من التجريب الى التعميم بالتدرج المطلوب”..حوار

  • حاورته سميرة مقتحم //

تقديم : أجرت جريدة اكادير اليوم حوارا صحفيا مع الأستاذ عبد الرحمان الخال مفتش تربوي بمديرية اشتوكة ايت باها بجهة سوس ماسة .لتسليط الضوءعلى مدارس الريادة أهم مشاريع إصلاح المدرسة العمومية تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص بين المتعلمين ونشود الجودة .

نبذة موجزة عن السيد عبد الرحمان الخال المسار التعليمي
والمهني ؟.

مفتش تربوي وباحث في مواضيع ذات الصلة بالتربية والنظم التعليمية وآليات بناء وتنفيذ وتقويم السياسات التعليمية، بالإضافة إلى مجالات أكاديمية وجامعية أخرى أبرزها علاقات المغرب مع أفريقيا جنوب الصحراء والتواصل المؤسساتي وبناء وتقويم برامج العمل وأنظمة التدبير.

ما المقصود بالريادة ؟ وسبب تسمية بعض المؤسسات التعليمية العمومية بهذا الإسم ؟

الريادة، لغة تعني السبق والمبادرة، والمدرسة الرائدة أو الريادية تشير إلى نوع من التقدم في مؤشرات النجاعة على غيرها في الأداء التعليمي والتربوي، وقد تمت تسمية المؤسسات المنخرطة في تنزيل خارطة الطريق بهذا الاسم لأنها انخرطت في تجريب المشروع الإصلاحي الحالي، فأثمرت نماذج رائدة، يتم الآن توسيع تجربتها على باقي المؤسسات .

ما هي المعايير المتوفرة في مؤسسات الريادة ؟

هي ببساطة، مدرسة عمومية يتمدرس فيها أبناء المغاربة، في بداية التجربة كان التصور متجها نحو الانطلاق من القناعة: أي أن إقرار التجريب في مؤسسة ما من عدمه يتأسس أولا على رغبة الأساتذة في الانخراط،هذه الرغبة يتم بلورتها في اجتماعات خاصة بالموضوع، يحضرها بالإضافة إلى أساتذة المؤسسة وطاقمها الإداري مفتش المقاطعة يتمخض عنها محضر توجه نسخ منه للمستويات الإدارية المعنية. الآن وبعد اتساع التجريب، وبعد رصف النموذج بناء على مخرجات التجريب، أصبح التوسيع يتم بشكل أكثر سلاسة، على اعتبار أن العديد من مديريات المملكة قد وصلت مستوى التعميم وبعضها سيصله في أفق الموسمين المقبلين. خصوصا وأن العديد قد وقف على عديد من الجوانب الإيجابية للمشروع، وترسخت بالتالي في الوعي التربوي حتمية الانخراط في النموذج في وقت مايزال العمل مستمر في تطويره ليستجيب أكثر للاحتياجات التربوية.

عبد الرحمان الخال: "مدارس الريادة تسير من التجريب الى التعميم بالتدرج المطلوب"..حوار - AgadirToday

وماهي أهم مستجدات البرنامج الوطني للتربية الدامجة؟

يقصد بالتربية الدامجة دمج المتعلمين في وضعية إعاقة بالوسط التعليمي والتكوين المهني بشكل سلس مع توفير الأطر التربوية والصحية والادارية الكافية بجمبع المراكز والجمعيات المختصة بأنواع الاعاقات وفق برامج معدة لهذا الغرض، ولم يشهد البرنامج أي تغيير على مستوى التصور والوثائق المؤطرة، منذ تنزيل العدة الوطنية للتربية الدامجة، سوى أنه يجري مؤخرا الإدماج ضمن مشروع مؤسسات الريادة مع تعميم إرساء بنيات الموارد للتأهيل والدعم النفسي والتربوي بالمؤسسات التربوية.

-ما هو تقييمكم لإدماج التلاميذ في وضعية إعاقة بالوسط التعليمي والمراكز المهنية على المستوى الوطني والجهوي؟

العديد من الهيئات قاربت هذا الموضوع وأصدرت بصدده تقارير موضوعاتية كالمرصد المغربي للتربية الدامجة وتقرير مجلس الحسابات سنة 2022 وغيرها، عموما يمكن أن تكون هناك تفاوتات مجالية و قطاعية في مجال إدماج الحالات التي توجد في وضعية إعاقة. الترسانة القانونية متوفرة، بعضها في حاجة الى تحيين وتطوير، التنزيل ليس كما كنا نصبو له، لكن العديد من الأكاديمية تعمل على تطوير مخططاتها التكوينية والتعبوية والمادية لفائدة هذا المشروع.

المدرسين والمدرسات بالمؤسسات العمومية يشتكون قلة الوسائل التعليمية وشح الموارد والتلوث بفضاء التمدرس ورداءة التجهيزات ويطمحون للانتقال لمدارس الريادة ما هو تقييمكم لهذا الوضع؟

هذا الحكم غير دقيق، أولا لوجود مؤسسات تعليمية جديدة تتوفر فيها شروط الجودة والمردودية، وتعمل على تطوير مردودها التربوي بالرغم أنها لا تحمل وسم “الريادة”. فالواقع والممارسة يثبتان أن جودة التعليم يرتبط كذلك بمستويات تكوين وانخراط وتأطير الموارد البشرية بالمؤسسات هذا يعني إننا بصدد مشروع منزل داخل بعض المؤسسات والتي استطاعت تحقيق نتائج متميزة بفضل روح المبادرة والعقلنة والاجتهاد الفردي والجماعي.

صحيح أن الإهتمام الذي باتت تحظى به المؤسسات الرائدة
على مستويات التكوين والتأطير والتأهيل والتجهيز بمختلف الموارد والوسائل والتجهيزات، يعد من الحسنات التي واكبت إرساء نموذج مؤسسات الرائدة، ومن شأنه إن تم تنزيله بالشكل المطلوب أن يساهم في تحقيق العدالة المجالية، فمن خلال منطق الريادة في التأهيل والفكر والممارسة يمكن تطوير الفضاء التربوي.

آباء وأمهات وأولياء التلاميذ والتلميذات في وضعية إعاقة يعانون مشكل نقص الأطر المتخصصة في الإعاقة بقاعة الموارد ما هو تقييكم؟ .

قاعات الموارد للتأهيل والدعم جاءت للجواب على الاحتياجات التي ترافق قصور المتعلمين في وضعية إعاقة، لأن التلميذ في هذه الوضعية لا يحتاج فقط إلى التعلمات الأكاديمية، بل هو في حاجة إلى خدمات تأهيلية أخرى كتعديل السلوك وتطوير الحركة وغيرها مما يرتبط بطبيعة كل إعاقة، المشروع كبير ويحتاج إلى تدخل جهات أخرى تستطيع تأمين الخدمات الطبية والشبه الطبية، وفي هذا الإطار تم توقيع اتفاقيتي إطار للشراكة والتعاون مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة للنهوض بالتربية الدامجة لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة ومحاربة الهدر المدرسي لدى الأطفال في وضعيات خاصة وكذا وزارة الصحة، الهدف منها هو تأمين هذه الخدمات.

هل يمكن تقييم حصيلة منجزات مؤسسات الريادة خلال ثلاث سنوات الاخيرة ؟

لقد أثبتت مختلف عمليات التقويم والتتبع التي واكبت المشروع، سواء تلك التي أجرتها المؤسسات الدولية الشريكة أو الهيئات الوطنية، وجود تحسن دال وملموس في مستوى اكتساب المتعلمين بين مختلف محطات التعلم. كما أكدت نتائج المتعلمين هذا التحسن.

وبالتالي، فإن هذه النتائج تسمح بالاستنتاج بأن الإنجازات المحققة على مستوى التعلمات تُعتبر جيدة ومثمرة.
لم يقتصر تنفيذ المشروع على الجانب البيداغوجي فحسب، بل مَكَّن أيضًا من تعبئة موارد مهمة خُصصت لتكوين مختلف الفاعلين (من أساتذة وإداريين وغيرهم) المنخرطين في تطبيق هذا النموذج البيداغوجي. كما استفادت المؤسسات التعليمية المشاركة من تجهيز وتأهيل نوعي لبنيتها التحتية ومواردها. وتحسنت آليات التواصل مع العمل على مأسسة الدعم المدرسي.

لماذا لم يتم تعميم مؤسسات الريادة بجميع جهات المملكة ؟

التعميم يسير رويدا رويدا نحو وجهته ومن المنتظر بحلول الموسم المقبل 2027/2026 أن يتم التعميم في معظم مديريات المملكة.

كلمة ختامية موجهة للأطر التربوية والمتعلمين؟

في الختام، نؤكد أن تطوير النموذج البيداغوجي، وفق منهجية علمية مؤكدة، هو حجر الزاوية لتحقيق التطور المنشود في مسار التعليم الوطني. هذا التطور لا يجب أن يرتكز فقط على المنهاج، بل أيضا يجب أن ينفتح بالنسبة للمؤسسات الرائدة- على التطوير المهني للأطر التربوية وتجهيز المؤسسات. إن الطريق نحو جودة التربية هو طريق مشترك يتطلب تظافر الجهود، وفي ظل التعبئة العامة من أجل مدرسة عمومية ذات جودة، يمكن القول بثقة إننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، وذلك بعلمه ومعرفته وكذا بمهاراته الحياتية.

          

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى