
كأس إفريقيا 2025 : سؤال الخصاص من المراحيض العمومية وقمامات رمي الأزبال..!
يستعد المغرب لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، في واحدة من أكبر التظاهرات الرياضية القارية التي ستسلّط أنظار إفريقيا والعالم على المملكة. وتسابق تسع مدن مغربية الزمن من أجل استكمال الاستعدادات النهائية المرتبطة بالملاعب، الطرق، النقل الحضري، الفضاءات العمومية، والمناطق السياحية، في مشهد يعكس طموح المغرب في تنظيم نسخة استثنائية تليق بمكانته القارية والدولية.
غير أن المتتبع الدقيق لهذه الاستعدادات يلاحظ غياب النقاش العمومي حول جانب بالغ الأهمية، لا يقل شأناً عن الملاعب والفنادق، ويتعلق بـحاجيات الحياة اليومية للجماهير، وفي مقدمتها المراحيض العمومية وقمامات رمي الأزبال.
جمهور بالآلاف… وبنية تحتية غير كافية
كأس إفريقيا 2025 لن تكون مجرد مباريات داخل الملاعب، بل عرساً شعبياً مفتوحاً في الشوارع والساحات العمومية، الشواطئ، المناطق السياحية، محيط الملاعب، الفضاءات التجارية، ومحطات النقل. عشرات الآلاف من المشجعين، مغاربة وأفارقة وأجانب، سيتواجدون بشكل متزامن داخل المدن المستضيفة، ولساعات طويلة يومياً.
في هذا السياق، يطرح سؤال بسيط لكنه جوهري:
كيف ستدبّر المدن المغربية حاجيات قضاء الحاجة ورمي الأزبال لهذا الكم الهائل من الزوار؟
المدن المغربية، ومنها أكادير، تعاني أصلاً من خصاص بنيوي في عدد المراحيض العمومية، بينما لا تتناسب قمامات الأزبال الحالية مع الضغط المتوقع، لا كمّاً ولا توزيعاً.
أكادير نموذجاً: الحاجة إلى الآلاف لا المئات منها..
مدينة أكادير، باعتبارها قطباً سياحياً ومدينة مستضيفة لمباريات “الكان”، ستكون في حاجة حقيقية إلى آلاف المراحيض العمومية المتنقلة موزعة بشكل ذكي في:
محيط الملاعب
الكورنيش والشواطئ
الساحات الكبرى
محطات النقل
محيط الفنادق والأسواق
الأمر نفسه ينطبق على قمامات رمي الأزبال، التي يفترض أن تكون:
كافية عدداً
واضحة الإشارات
مفرزة حسب النوع (نفايات عضوية/بلاستيك/ورق)
مرفوقة بعمليات جمع وتنظيف متواصلة
فغياب هذه الوسائل لا يسيء فقط إلى جمالية المدينة، بل يخلق اختلالات صحية وبيئية، ويشوّه صورة التنظيم المغربي في أعين الزوار ووسائل الإعلام الدولية.
بيوت متنقلة وحلول معتمدة دولياً
في مختلف التظاهرات الرياضية الكبرى عبر العالم، يتم الاعتماد على:
بيوت قضاء الحاجة المتنقلة بمعايير صحية صارمة
شركات خاصة للتنظيف والتدبير السريع للنفايات
حلول مبتكرة صديقة للبيئة
تعبئة متطوعين للتحسيس والنظام
فهل تم التفكير في هذه الحلول ضمن دفاتر التحملات المرتبطة بتنظيم كأس إفريقيا 2025؟
وهل هناك تنسيق واضح بين اللجان المنظمة، الجماعات الترابية، شركات النظافة والسلطات المحلية؟
التنظيم ليس فقط ملاعب
إن نجاح كأس إفريقيا 2025 لن يُقاس فقط بجودة الملاعب أو حفل الافتتاح، بل بمدى راحة المشجع، واحترام كرامته، وتوفير شروط النظافة والصحة في الفضاء العام.
فالتفكير الاستباقي في المراحيض العمومية وقمامات الأزبال ليس ترفاً تنظيمياً، بل شرطاً أساسياً لإنجاح العرس الإفريقي، ورسالة واضحة بأن المغرب يهتم بالتفاصيل كما يهتم بالواجهات.
ويبقى السؤال مفتوحاً: هل ستتحول هذه الحاجيات البسيطة إلى نقطة قوة في تنظيم “كان 2025”، أم إلى ثغرة تُسجل ضمن الملاحظات السلبية؟
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News



