
الترجمة الأمازيغية…الورش المفتوح
- رشيد نجيب//
حسنا فعل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حين نظم، مشكورا، أواخر شهر نونبر الجاري دورة تكوينية حول الترجمة الأمازيغية لاسيما في جانبها المؤسساتي المرتبط باشتغال المؤسسات الرسمية والإدارات العمومية.
وهي الدورة التكوينية الثالثة التي ينظمها المعهد في هذا المضمار. مستدعيا لها نخبة من مترجمي اللغة الأمازيغية المشتغلين على المستوى المركزي في مجال الترجمة المؤسساتية ( من البرلمان بغرفتيه، الأمانة العامة للحكومة، وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، الوكالة المغربية للأنباء، الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، المجلس الأعلى للسلطة القضائية، الإذاعة والتلفزة الأمازيغية)، وهي كلها مؤسسات وطنية لها علاقة مباشرة وواضحة مع استعمال اللغة الامازيغية بشكل رسمي تفعيلا لدستور المملكة المغربية الذي نص على كون اللغة الأمازيغية لغة رسمية للبلاد إسوة باللغة العربية. مؤسسات لها أدوارها المحورية والمركزية والأساسية التي ستؤديها في مجال تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية واستعمالها وإدماجها في مجالات الحياة العامة ذات الأولوية. وذلك في الوقت الذي اعتمدت فيه بلادنا، بكل جرأة وشجاعة سياسية، قانونا تنظيميا بطبيعة مرجعية خاصا بهذا المجال الحيوي.
كانت هذه الدورة التكوينية أكثر من متميزة، من حيث محتواها التكويني الغني والمتنوع الذي شمل ما هو نظري وتطبيقي عملي بتأطير من أساتذة باحثين متخصصين من كلية الترجمة بإسبانيا ومدرسة فهد العليا للترجمة وكذا من المعهد الملكي للثقافة للأمازيغية. إذ تضمن الجانب النظري الاطلاع على التجربة الإسبانية في مجال تدبير اللغة الكاطالانية، العديد من الجوانب العلمية المرتبطة بالترجمة في أبعادها ومدارسها النظرية ومختلف الممارسات المهنية المرتبطة بها وما تطرحه هذه الأخيرة من قضايا وإشكاليات وأسئلة…أما الجانب العملي التطبيقي، فقد تضمن إنجاز وتنشيط عدد من ورشات العمل خاصة ما يهم الترجمة القانونية ومعيرة اللغة الأمازيغية وتدبير التنوع في مجال المصطلحية الأمازيغية وقضايا المصطلحية واستعمال تقنيات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في إغناء وتجويد الترجمة والترجمة الألية…
ويبقى ما ميز هذه الدورة أكثر هو أن المؤسسة المنظمة جمعت نخبة من مترجمي الأمازيغية المعتمدين الذين شكل لهم هذا التكوين فرصة لتوحيد الممارسات والإجراءات والتدابير فيما يتعلق باشتغالهم في ورش الترجمة الأمازيغية بمخلف المؤسسات التي ينتمون إليها. وكذلك الحسم في الممارسات الفضلى والاختيارات الناجعة في مجال الترجمة اليومية إلى الأمازيغية إن بشكل مكتوب (المترجمون المشتغلون في الترجمة التحريرية) أو المشتغلين في الترجمة الشفوية (المترجمون الفوريون). وهي الممارسات التي شملت التقنيات الموظفة والكلمات والمصطلحات والتعابير المستعملة وكذا التدابير والأفعال الترجمية التي من شأنها الإسهام في توحيد ومعيرة اللغة الأمازيغية وتنقيتها من الدخيل اللغوي.
شكل كذلك هذا التكوين فرصة لتقاسم مختلف الأعمال الترجمية التي ينجزها المترجمون المشاركون وتثمين وتقدير مختلف المبادرات التي اتخذتها المؤسسات التي يشتغلون فيها في مجال الترجمة الأمازيغية، حيث أصبحت بلادنا تتوفر على رصيد مؤسساتي هام من الأعمال المنجزة في مجال الترجمة المؤسساتية. رصيد سيشكل لا محالة أرضية أساسية بالنسبة للمؤسسات الرسمية الأخرى التي ينتظر دخولها إلى الورش المفتوح المتعلق بالترجمة الأمازيغية ببلادنا.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News


