
عندما تغتال براءة الأطفال…وحش آدمي يهتك عرض قاصر
- بقلم/ سيداتي بيدا //
في واقعة مؤلمة هزّت بلدة عين عودة وأثارت موجة غضب واسعة في صفوف الساكنة والفاعلين الحقوقيين، يقف رجل ثلاثيني أمام القضاء بتهمة محاولة هتك عرض طفلة قاصر والتغرير بها، بعد كشف محادثات صادمة أظهرت استدراجه للضحية من باب المدرسة واستغلال وضعها النفسي الهش لارتكاب فعل مُشين يندى له الجبين.
القضية تفجّرت عندما ضبط والد الطفلة التي لا تتجاوز الخامسة عشرة وتعاني اضطراباً نفسياً ابنته وهي تباشر محادثة افتراضية مع المتهم، قبل أن يحجز هاتفها ويعرضه على عناصر الضابطة القضائية. وقد أظهرت الأبحاث الأولية مراسلات متسخة بالتحريض والإيحاءات الجنسية، واعترافات صريحة من الجاني بممارسة جنس فموي على الطفلة مقابل مبلغ خمسة دراهم، في استغلال مهين لبراءتها وضعفها.
وبناءً على هذه المعطيات، أمرت النيابة العامة منذ الثلاثاء الماضي بوضع الموقوف تحت تدابير الحراسة النظرية، قبل إحالته في حالة اعتقال على الوكيل العام للملك بالرباط، حيث جرى استنطاقه وعرضه لاحقاً على قاضي التحقيق من أجل مواصلة البحث التفصيلي. ورغم تراجع المتهم عن تصريحاته أمام القضاء، إلا أنّ محاضر الضابطة القضائية والمحادثات المحجوزة تشكّل وفق مصادر متابعة أدلة دامغة تُثقِل كاهل الجاني وتكشف فظاعة ما اقترفه في حق طفلة لا حول لها ولا قوة.
على المستوى القانوني، يواجه المتهم أفعالاً ذات خطورة قصوى، إذ يجرّم القانون الجنائي المغربي هتك عرض قاصر دون سن الخامسة عشرة سواء باستعمال العنف أو بدونه، وهي جريمة يعاقب عليها وفق الفصل 485 بالسجن الذي قد يصل إلى خمس سنوات إلى عشر سنوات في حال عدم استعمال العنف، مع تشديد العقوبة إذا كانت الضحية معاقة أو في وضعية نفسية أو ذهنية هشة. كما يُعد التغرير بقاصر واستدراجها لأفعال مخلة فعلاً معاقباً عليه وفق الفصل 471 وما يرتبط به من فصول حماية الطفولة، باعتباره اعتداءً على الأمان العاطفي والنفسي للقاصر.
هذه الواقعة ليست مجرد ملف عابر في سجلات المحاكم، بل ناقوس خطر يُدقّ بقوة، ويعيد إلى الواجهة أسئلة ملحّة حول محيط المدارس، وتأمين فضاءات الأطفال، ودور المجتمع في حماية الفئات الهشة من الذئاب البشرية التي تتربص بالبراءة عند كل زاوية.
إنّ ما جرى ليس جريمة في حق طفلة فقط، بل طعنة في ضمير المجتمع كله. والمنتظر اليوم هو تطبيق صارم للقانون، وردع واضح لكل من يتجرأ على الاقتراب من طفولتنا، حتى تظل العدالة حصناً منيعاً يضمن أن لا تتحول براءة الصغار إلى فريسة في يد الساقطين من الإنسانية.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News



