
تالوين عاصمة “الذهب الأحمر” تنظم مهرجان الزعفران في دورته الـ16..
تُعد منطقة تالوين بإقليم تارودانت معقلَ إنتاج الزعفران في المغرب، وموطنَ “الذهب الأحمر” الذي يشتهر بجودته العالمية ونكهته المميزة.
فهذه المنطقة الجبلية الواقعة بمرتفعات الأطلس تُنتج سنويًا نخبةً من أجود أنواع الزعفران، بفضل عوامل طبيعية فريدة وظروف مناخية تساعد على نمو هذه النبتة الثمينة.
قام السيد مبروك تابث عامل إقليم تارودانت بإعطاء انطلاقة فعاليات الدورة 16 لمهرجان الزعفران بتالوين وذلك اليوم الخميس 20 نونبر 2025 في أجواء احتفالية وحضور رسمي، في بإحدى أهم التظاهرات الفلاحية والثقافية بالمنطقة.
المهرجان حسب المنظمين يشكل مناسبة لتثمين الزعفران الحر، والتعريف بمؤهلات الفلاحين المحليين، ودعم التعاونيات النسوية والشبابية* العاملة في هذا المجال الحيوي.
يضم حدث مهرجان الزعفران :
– ندوات علمية حول سبل تطوير سلسلة الزعفران
– عروض فنية وثقافية
– فضاءات للعرض تضم منتجات محلية وتعاونيات من مختلف المناطق
مهرجان الزعفران يُرسخ مكانة تالوين كعاصمة وطنية ودولية لـ”الذهب الأحمر”، ويُساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
ظروف الإنتاج… تربة ملائمة وخبرة متوارثة
يعتمد إنتاج الزعفران بتالوين على تربة جافة ومناخ شبه قاري بارد شتاءً وحار صيفًا، إضافة إلى ارتفاع مناسب يجعل زراعة الزعفران تزدهر. ويستند المزارعون إلى خبرة تقليدية ورثوها عبر الأجيال، بدءًا من اختيار البصيلات (البذور)، مرورًا بزراعتها في أشهر الصيف، ثم جني زهرة الزعفران يدويًا في الصباح الباكر خلال أكتوبر ونونبر.
وتتطلب هذه العملية دقة كبيرة، إذ تُقطف الزهرة ثم تُستخرج منها ثلاثة خيوط حمراء تُجفف وفق تقنيات خاصة لضمان الحفاظ على اللون والرائحة والقيمة التجارية العالية.
التسويق .. بين تعاونيات محلية وعلامة “تالوين” ذات الشهرة العالمية
ساهمت التعاونيات النسائية والمنتجين المحليين في تطوير سلسلة إنتاج وتسويق الزعفران، حيث باتت هذه التعاونيات تلعب دورًا مهمًا في تثمين المنتوج وضمان جودته، اعتمادًا على تقنيات الفرز والتعبئة واحترام معايير السلامة والجودة.
كما سمح اعتماد مؤشر جغرافي محمي (IGP) لزعفران تالوين بتعزيز ثقة الأسواق الوطنية والدولية في هذا المنتوج، مما دفع نحو ارتفاع الطلب وتحسين مداخيل الأسر المشتغلة في القطاع.
مهرجان الزعفران… بوابة التعريف بالمنتوج وتمكين التعاونيات
يُعد مهرجان الزعفران بتالوين، الذي تعيش المنطقة هذه الأيام دورته السادسة عشرة، حدثًا سنويًا ينتظره المنتجون والساكنة والمهنيون. فالمهرجان يشكل منصة للتعريف بجودة الزعفران المحلي، وفضاءً لعرض منتوجات التعاونيات النسائية، وفرصة لتسويق المنتوج مباشرة أمام الزوار دون وسطاء.
كما يتيح المهرجان تنظيم ندوات علمية وتكوينية لفائدة الفلاحين حول تقنيات الإنتاج والتثمين، إضافة إلى عروض فنية وثقافية تجعل منه موعدًا سياحيًا يعزز إشعاع المنطقة ويخلق حركة اقتصادية مهمة خلال أيامه.
أهمية المهرجان للاقتصاد المحلي :
يساهم هذا الحدث في دعم التعاونيات النسائية وتمكينها اقتصاديًا؛ وفتح أسواق جديدة للمنتوج؛ وتشجيع السياحة القروية؛ وتعزيز الوعي بأهمية المحافظة على هذه الزراعة التقليدية،وخلق دينامية تجارية خلال فترة المهرجان.
هذه بعض الأرقام :
تُعد منطقة تالوين القلب النابض لإنتاج الزعفران بالمغرب، بمساحة تتراوح بين 1600 و1800 هكتار، وبإنتاج سنوي يصل إلى ما بين 6 و7.5 طن حسب المعطيات الفلاحية.
ويصل سعر الغرام الواحد من الزعفران الحر إلى ما بين 30 و100 درهم في السوق المحلي، بينما تتجاوز القيمة على مستوى التصدير هذا السقف بكثير.
ويعمل في سلسلة إنتاج الزعفران أزيد من 50 تعاونية نسائية، تلعب دورًا محوريًا في فرز وتجفيف وتثمين المنتوج، وتضمن استمرارية خبرات متوارثة جيلاً بعد جيل.
وتكشف المعطيات أن مبيعات التعاونيات ترتفع خلال المهرجان بنسبة قد تصل إلى 40%، ما يجعل الحدث رافعة حقيقية للاقتصاد المحلي.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News





