الرياضة

أمين لحسايني… رئيسٌ ضحّى بكل شيء ليبقى نادي الجمعية الرياضية التازية لكرة السلة صامداً

في زمنٍ أصبحت فيه الرياضة تحتاج إلى إمكانات مالية ضخمة وإلى دعم مؤسساتي مستمر لضمان الاستمرارية والمنافسة، يبرز نموذجٌ استثنائي من مدينة تازة يستحق الوقوف عنده مطولاً. يتعلق الأمر بالسيد أمين لحسايني، رئيس الجمعية الرياضية التازية لكرة السلة، الذي قدّم مثالاً نادراً في التضحية ونكران الذات من أجل بقاء فريقه العريق في دائرة الضوء.

لثلاث سنواتٍ كاملة، تحمّل لحسايني عبء تسيير الفريق بموارده الخاصة، بعدما وجد نفسه أمام واقعٍ صعب يتمثل في غياب الدعم الرسمي والمجتمعي لفريق يُمثّل المدينة في القسم الوطني الأول. وهو الفريق الوحيد في المغرب الذي يشارك في هذا المستوى دون أي دعم عمومي أو مؤسساتي، وهو ما يجعل قصة صموده أمراً شبه معجزة في عالم الرياضة.

ورغم الصعوبات المالية الخانقة، تمكن النادي من الحفاظ على مكانته بفضل لاعبين أبناء المدينة الذين حملوا الشعار بافتخار، وقاتلوا داخل الملعب بدافع الانتماء العميق وحب الفريق الذي تأسس سنة 1949 ويحمل إرثاً رياضياً تاريخياً لا يمكن التفريط فيه.

لكن وسط هذه التضحيات، يبرز سؤال جوهري:

أين أبناء المدينة الغيورون؟ أين مسؤولوها ومؤسساتها من فريق يمثّل تازة على أعلى مستوى في ثاني أكثر رياضة شهرة في العالم؟

هل يُعقل أن يبقى فريقٌ في القسم الوطني الأول دون دعمٍ لثلاث سنوات؟ وهل تكفي سنة واحدة من الدعم لتعويض ما خسره الرئيس على مدار هذه الفترة؟

إن بقاء الجمعية الرياضية التازية لكرة السلة ليس مجرد نجاح رياضي، بل هو ملحمة صبر وتضحية لشخصٍ آمن برسالته، ولفريقٍ آمن لاعبوه بانتمائهم، لكن استمرار هذه الملحمة يحتاج إلى التفاتة حقيقية من أبناء المدينة ومسؤوليها لإنقاذ إرث رياضي عمره أكثر من سبعين سنة.

لقد آن الأوان ليجد هذا النادي التاريخي من يحتضنه، حتى لا تتحوّل تضحيات رئيسه ولا شغف لاعبيه إلى مجرد صفحة أخرى في سجل الإهمال الرياضي.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى