
لقد خانك الحياد أيها الوسيط الجزائري..
( الجزائر مستعدّة للوساطة بين المغرب والبوليساريو) لو لم أسمعها لأدرجتها ضمن ( خرايف جحا).
وحيث ان التصريح موثّق بالصوت والصورة وعبر قناة رسمية عمومية مكلفة بتغطية مباشرة لأشغال الندوة الصحفية لوزير خارجية الجزائر السيد عطّاف مساء اليوم فقد أدرجت هذا الوزير نفسه ضمن المصابين بالتلف الذهني المزمن حسب الأعراض كما بدت عليه خلال هذه الندوة منها صعوبة التركيز والتفكير المنطقي في مقاربة مفهوم الوساطة وأخلاق الوسيط ووضعه الإعتباري مع حجم مسافة الحياد بين الطرفين..
والحال ان الوسيط عطّاف حطّم رقما قياسيّاً من حيث عدد البلاغات الموقعة باسمه ( 28 بلاغ) وبلغة الإدانة والشجب ضد كل موقف إيجابي لصالح قضيتنا الوطنية
لذلك حين أعيد بأنّ هذا الوزير أصيب بالتّلف الذهني المزمن فليس من باب السخرية أو الإستهزاء وإلاّ كيف يستقيم هذا المشهد منطقيّاً.
حين تقترح الجزائر وساطة بين طرفين، وهي نفسها طرف ثالث معلن في نزاعهما..
ودون العودة إلى دورها المحوري في هذا النزاع المفتعل بل سنكتفي بما جادت به هولساته داخل هذه الندوة الصحفية أمس الثلاثاء وهو يجيب على بعض الأسئلة ذات الصلة بالقرار الأممي الأخير 2797 الخاص بمغربية الصحراء باحثاً عن الحياد لدى هذا الوسيط الجزائري من خلال هذه الفقرة
( أكيد.. بل المؤكد بأن قضية الصحراء ما تزال قضية تصفية الإستعمار… وأن مجلس الأمن لم يعتمد الاطروحة المغربية كما أنّه لم يقر بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية).
الفقرة تكرار روتينيّ وجزء من السردية العامة الجزائرية منذ عقود.. وقد يدفع به مرض التلف الذهني إلى الإعتقاد بأن الجزائر العظمى قادرة على فرض هذه السردية على المغرب.. مادامت الجزائر قد خلقت مكتسبات سياسية لصالح البوليزاريو مؤخرا كما قال خلال الندوة..
حقيقة تقف كل التحليلات السياسية عاجزة عن قراءة هذا النظام الجزائري وفهم ميكانيزنات اشتغاله واسلوب تعامله مع الأحداث والمواقف..
وتقترب أكثر إلى أنجع العيادات النفسية وأدواتها التحليلية لفهم كيفية التفكير عند هذه النخبة العجوزة والعاجزة في الجزائر وانت تلاحظ كيف حشر هذا الوزير أنفه الطويل وهو يعلق على دعوة جلالة الملك للمغاربة المحتجزين بمخيمات تيندوف بالعودة إلى وطنهم معززين مكرّمين مع كل الضمانات المولوية كملك وكأمير المؤمنين..
هي دعوة ملك مغربي لمغاربة مغرر بهم وكآخر فرصة لهم بعد طيّ ملف النزاع وإلى الأبد..
ما علاقتك انت في هذا الترابط بين الملك وجزء من أفراد شعبه.
من أنت أصلاً حتى تعلق على الموضوع
وقد لا تخرج عن وزير جزائري معتوه مصاب بالتلف الذهني.. جعله هذا المرض لا يعي ذاته فكيف له ان يعي حدوده.. وهو يجزم ان عودة هؤلاء لن يكون إلاّ عبر الإستفتاء..
هنا سأقف قليلاً.. ليس من أجل التأكد من انتصارنا عليكم… فهذا تحصيل حاصل بل لأثمّن هذا الوفاء الأبدي لعقدتكم المغربية وسكرات الموت تدبّ في مفاصل كيان دولتكم المارقة وسط محيطها وداخل العالم..
وتشاء الاقدار قبل السقوط النهائي ان تعرّى سوراتكم ومن داخل مجلس الأمن وانتم تغادرونه قبل نهاية السنة وفي حقيبتكم قرار الهزيمة في ملف الصحراء.
وقرار الخيانة في ملف فلسطين / غزة
هذا وجه نظامك اسي عطاف في الداخل كما الخارج.. غير ذلك لغة إنشاء.
وخير وصف لحالتكم اليوم ما اهتدى إليه خبراء وكالة الإستخباراتية الأمريكية CIA بتحديد وصفة خاصة للتعامل مع سيكولوجية الجزائريين تتمثّل في ضرورة إلهامهم من أجل منعهم من نشر الفوضى حولهم… من كتاب دفاتر كوفي للمؤرخ عبد الله العروي.
انتهى الكلام!
- يوسف غريب كاتب صحفي
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News



