أكادير تحتضن حفلاً فنياً وثقافياً احتفاءً بالمسيرة الخضراء وقرار الأمم المتحدة الداعم للحكم الذاتي

احتضنت قاعة الندوات التابعة لدار الشباب الحي الحسني بمدينة أكادير، يوم الأحد 16 نونبر 2025، حفلاً فنياً وثقافياً مميزاً، نظمته جمعية التنمية والتواصل لمتقاعدي مجمع المكتب الشريف للفوسفاط بأكادير، بشراكة مع جمعية إلي حنا وجمعية الوفاء للتنمية الاجتماعية ومساندة المرأة في وضعية صعبة، وذلك احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة وبقرار الأمم المتحدة الداعم لمبادرة الحكم الذاتي، إلى جانب تخليد أعياد الوحدة والاستقلال.

وشهدت الندوة التي أطرها الدكتور سيدي علي شيخ ماء العينين حضور عدد من الفعاليات المدنية والمهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي، حيث شكل اللقاء مناسبة لاستحضار الدلالات العميقة للمسيرة الخضراء وما حملته من قيم نضالية ووطنية أسهمت في استرجاع الأقاليم الجنوبية وتعزيز الوحدة الترابية للمملكة.

  وفي كلمته أمام الحضور، أكد الدكتور سيدي علي شيخ ماء العينين أن المسيرة الخضراء شكلت لحظة فارقة في التاريخ المغربي، ليس فقط لكونها ساهمت في استرجاع الأقاليم الجنوبية، بل لأنها أبرزت قدرة المغرب—ملكاً وشعباً—على اختيار السلم والحكمة منهجاً للدفاع عن الحق. وأوضح أن هذا الحدث العظيم قدّم للعالم نموذجاً راقياً في التعبئة الوطنية الهادئة والمنظمة، بعيداً عن العنف والصدام.

وشدد الدكتور ماء العينين على أن روح المسيرة الخضراء ما تزال حاضرة اليوم، من خلال استمرار المغرب في مسار التنمية بالأقاليم الجنوبية وتعزيز الوحدة الوطنية. وأضاف أن تعزيز الوعي لدى الأجيال الصاعدة، وترسيخ قيم المواطنة الحقة، يظلّ مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني.

وختم كلمته بالتأكيد على أن المسيرة الخضراء ليست حدثاً عابراً، بل مدرسة متجددة تعلمنا معنى الالتزام الوطني، وقوة الوحدة، وأهمية التشبث بثوابت الأمة وبمغربيتها الراسخة.

وتخلل الحدث تكريم عدد من الفعاليات الجمعوية والاجتماعية تقديراً لمساهماتهم في خدمة القضايا المجتمعية، إلى جانب فقرات فنية متنوعة أبرزت عمق الانتماء الوطني والروح التضامنية التي تميز المجتمع المغربي. كما سلط اللقاء الضوء على الجهود المبذولة لدعم المرأة في وضعية صعبة وتمكينها من الاندماج الاجتماعي والاقتصادي.

وأكد المنظمون أن هذه التظاهرة تأتي في إطار نشر ثقافة التطوع والمواطنة الإيجابية، وتعزيز أدوار المجتمع المدني في دعم القضايا الوطنية، انسجاماً مع التوجهات الملكية السامية الرامية إلى جعل التنمية الشاملة رافعة أساسية لبناء مغرب متضامن ومزدهر.