
إلى السيد رضا الطاوجني أنصاف الحقائق أبشع من الكذب.. أقرب إلى الفتنة
بعد التحيّة
لا أخفي عليك – سيدي- عدم تفاعلي المطلق مع محتواك اليوتيوبي منذ سنوات خلت.. وأتذكّر لحظتها ان السبب راجع إلى تصرف اعتبرته وقتها غير لائق ومشين عبر مقال منشور آنذاك دافعت فيه عن مؤسسة رئيس جماعة أكادير كمنصب دستوري مؤطر بظهير وهو يتلقى إرساليتك عبارة عن صندوق مليئ بقنينات خمر فارغة محاولاً إحراجه ولوعلى حساب إهانة المؤسسة الترابية المدنيّة التي تتجاوز الأشخاص باختلاف انتماءاتهم السياسية بدليل ان مؤسسة الرئيس الذي دافعت عنه آنذاك أقف على نقيض قناعاته المذهبية الحزبية..
كانت هذه هي المواجهة الاخلاقية الأولى إلى أن وجدتك هذا الصباح تشوّش على مائدتي الإفطارية التي لا يفارقها زيت واد سوس المعشوقة الأبدية التي تسطرنت حسب إطلالتك الأخيرة..
هذا العشق الابدي لهذه العلامة التجارية جعلني أعود إلى محتوى التبريرات التي تجعلك تعتبر الامر خطيراً على حصة مستهلكي هذا المنتوج الإدامي وبكل ثقة التي يقابلها الحذر كل الحذر عبر أسئلة أراها مفتاحاً للقول بأنك لم تكذب لكن لم تقل الحقيقة أيضاً وبينهما تقع الفتنة والبلبلة وسط الناس اضطر معها مؤسسات ذات الاختصاص بالموضوع نفي كل ما جئت به من تصريحات فاضحة كما تتدعّي منها جمعية المستهلكين بالمغرب.. إلى جانب الفيدرالية البيمهنية المغربية لتثمين وتسويق زيت الزيتون طبعا مع التركيز على البيان الهام من مؤسسة وطنية رسمية تحت اسم ( ONSSA) مرورا بما جاء في بلاغ صحفي توضيحي للمؤسسة الإنتاجية المعنية اساسا بالموضوع..
وإذ أثمّن موقف هذه المؤسسات التي خفّفت من وطء هذه الفتنة فهو بالنسبة غير كاف أمام البحث عن أجوبة لهذه الاسئلة دفاعاً عن معشوقتي زيت الزيتون واد سوس أوّلاً وأخيراً
بدءاً..
لماذا تأخرت كل الوقت الطويل عن الواقعة..
وما الذي دفعك لاستدراك الأمر اليوم من أجل توعيتنا لله في سبيل الله
صحيح انك لم تكذب كما قلت لان الواقعة ذات أركان مادية منها وثيقة موقعة من طرف AFSCA البلجيكي التي اقرت بمصادرة كمية محدودة بإحدى متاجر الحي لمنتوج زيتي مجهول الهوية تبين بعد الفحص المخبري احتواؤه لنسبة عالية من بقايا مبيد زراعي (كلوربيريفوس) لنعرف عبر الصورة المرفقة بالوثيقة ان الامر يتعلق بعلامة تجارية أكاديرية أنزاوية كان ذلك يوم 14 نونبر2025
دون أن تشير الوثيقة إلى مصادرة بقية المنتوج فوق التراب البلجيكي والأوروبي عموما حسب ما تقتضيه قوانين الاتحاد في هذا المجال..
هذا هو الجانب المخفي في هذه الفتنة التي اعتمدت فيها على كمية محدودة ومجهولة الهوية بإحدى متاجر القرية.. وكأني أمام من يحمل بيده شجرة محروقة ويحاول ان يقنعنا بأن الغابة محروقة..
ولكوني اتقاسم معك البحث عن الحقيقة كإعلاميين رغم اختلافنا في أسلوب المعالجة وزاوية النظر إلى هذا الحدث بالضبط متسائلاً عن تزامن هذه الضجة الزيتية( 20مارس 2024
مع الحملة الممنهجة التي قادتها أطراف اسبانية ضد الزيت المغربي بسبب ما أسموه بالمنافسة غير العادلة التي يواجهونها من هذه المنتجات المغربية، حيث انخرطت العديد من الحسابات عبر مواقع التواصل في تشجيع استهلاك زيت الزيتون والمنتجات الإسبانية بدل المغربية
نعم بإسبانيا المعروفة عالميا بجودة زيوتها وبانتاجها الوافر بنسبة 27٪ من الإنتاج العالمي
هل من الصدفة.. ام نحن امام حرب اقتصادية وبهذه الأساليب التدميرية
فمن خلال المعطيات أجد نفسي ميّالاً وبقوة في استحضار هذه الحرب التي تتعرض لها مؤسساتنا الإنتاجية الوطنية وبمختلف انشتطتها الفلاحية وغيرها.. وعلى سبيل المثال منتوج الافوگا المغربي ذات نكهة خاصة وما يتعرض بشكل شبه يومي من تشويه وتشهير..
الطماطم المغربية التي تخضع لرسم جديد وهوية جديد من طرف شركات أجنبية قصد تسويها داخل الجزائر وبثمن مضاعف
لماذا لم تفكر سيدي بأن الوسيط الذي قام بشراء زيت الزيتون واد سوس بالمغرب وكما قلت بالمرجان وقام بتوزيع بعض العينات منها هناك بعد تغيير الوسم بعد إضافة ذاك المبيد السرطاني من أجل خدمة أجندات أجنبية أو غيرها المنافسة للشركة السوسية المغربية وتشويه سمعتها ومصداقيتها التي عمرت 70 سنة من التواجد حتى في أصعب مناطق العالم وهي أمريكا
لماذا غيّبت هذا المعطى وهو وارد كي تصل إلى نتيجة وهو أن الزيت المسرطن تم شراؤه من المغرب..غفل عنك هذا الهدف الخبيث
تبرئة ذاك الوسيط ونزّهته من كل شر وسوء..
كل ذلك من أجل زعزعة الثقة في مؤسسات الإنتاج بشكل عام داخل وطننا ولا يختلف كثيراً عن هذه السردية السوداوية لدى بعض الذئاب المنفردة هنا وهنا وإن اختلفت المواضيع..
فحتّى الصّلاة لا تجوز بقلب حاقد.. فكيف بمن يدّعي النصيحة والإصلاح..
لذلك انتهز الفرصة لتمرير هذه الرسالة لعموم قرائي وبكامل المصداقية التي تقاسمناها لأؤكد بان لا وجود لأي قرار رسمي بوقف بيع زيت “واد سوس” في بلجيكا، وهذا الحدث العرضي يتعلق فقط بسحب دفعة صغيرة مشكوك فيها بعيداً عن ايّ حظر أو رفض شامل..
والدليل اني ذهبت مباشرة بعد هذا التصريح للتأكد من مخزون الزيت عندي.. طبعا واد سوس التي بدأت علاقتي معها منذ الطفولة المدرسية بل منقذا لجيوب آبائنا لحظة هشاشة زمان
- يوسف غريب كاتب صحفي
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News



