أكادير: حي البطوار يحتفي بذكرى المسيرة الخضراء في ليلة “المعروف” وسط حضور وازن لفعاليات جمعوية ومدنية ومنتخبة

في أجواء يغمرها الاعتزاز الوطني وروح التضامن الاجتماعي، احتضن حي البطوار بأكادير ليلة أمس السبت فعاليات “ليلة المعروف”، التي نظمتها جمعية فرصة للثقافة والرياضة والأعمال الاجتماعية بساحة الحي الحسني بلوك 101، وذلك تخليداً لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وترسيخاً لتقليد أصيل يجمع أبناء الحي على قيم التآخي والتلاحم.

الحفل السنوي، الذي أضحى موعداً ثابتاً في ذاكرة الساكنة، تميز بحضور فعاليات جمعوية ومدنية ومنتخبة، إلى جانب شخصيات من أبناء الحي الذين يحرصون كل سنة على إحياء هذا الموعد الإنساني والاجتماعي.

وقد شكّل تكريم مجموعة من الوجوه الراحلة التي بصمت مسار الحي بعطائها محطة مؤثرة استحضر خلالها الحضور أسماء كل من: إبراهيم العراض، وعزيز أغنيوس، ومحمد كوكام، ومحمد اليحياوي رحمهم الله، اعترافاً بما قدّموه من مبادرات إنسانية واجتماعية راسخة في ذاكرة البطوار.

وحضر هذا الموعد كذلك عبد الله بولغماير، النائب الرابع لرئيس جماعة أكادير وأحد أبناء حي البطوار حيث كان حضوره فرصة للتواصل المباشر مع ساكنة “البطوار الكبير”. وفي كلمته، أكد على أهمية التواصل القريب مع السكان، وضرورة الحفاظ على هذا التقليد الاجتماعي الذي يعكس هوية الحي وروح الانتماء.

كما استغل بولغماير المناسبة للحديث عن مستقبل الحي، موضحاً أن الأيام المقبلة ستشهد انطلاق أشغال تهيئة حي البطوار، إلى جانب أحياء بوتشكات وتلضي، في إطار رؤية شاملة لتنمية المدينة وتحسين المجال لفائدة الساكنة. وهو المشروع الذي لقي ارتياحاً كبيراً لدى الحضور، لما يمثله من أفق جديد للنهوض بالبنية المحلية وتحسين جودة العيش.

وشهدت ليلة “المعروف” فقرات تكريمية متنوعة، عبّرت عن روح الوطنية والوفاء للرواد الذين ساهموا في بناء النسيج الاجتماعي للحي، كما أعادت تجسيد معاني العطاء والتضامن التي لطالما جمعت الأسر والأجيال في هذا الفضاء الحضري العريق.

واختتمت الجمعية الحفل بدعوة ساكنة الحي إلى مواصلة التشبث بروح الأخوة والتلاحم، تعبيراً عن الوفاء لثوابت الأمة وتخليداً لمناسبة وطنية تستقر في وجدان المغاربة جيلاً بعد جيل.