
محمد السادس في أبوظبي: الصحراء المغربية وسبل التنمية في صلب المحادثات
وصل جلالة الملك محمد السادس، يوم الأربعاء، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي في زيارة خاصة، تعكس متانة العلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تجمع المملكة المغربية بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتأتي هذه الزيارة في ظرفية دبلوماسية متميزة للمغرب، خاصة بعد القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي بشأن قضية الصحراء المغربية.
الملك محمد السادس، الذي حظي باستقبال رسمي حار، يُجري خلال مقامه في أبوظبي مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تهمّ سبل تعزيز التعاون الثنائي، وتطوير الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين في مجالات الاستثمار، والتنمية، والطاقة، والأمن الإقليمي.
وتحمل الزيارة أبعادًا سياسية واقتصادية واضحة، إذ تأتي بعد أيام من صدور قرار مجلس الأمن الذي جدّد التأكيد على أولوية مقترح الحكم الذاتي كحلّ جدي وواقعي لقضية الصحراء المغربية. وقد عبّرت الإمارات، مجددًا، عن دعمها الثابت للوحدة الترابية للمملكة، وافتتحت منذ سنة 2020 قنصلية عامة بمدينة العيون، في خطوة رمزية وسيادية تعكس متانة التحالف بين البلدين.
وتُراهن الرباط وأبوظبي على توطيد التعاون الاقتصادي من خلال مشاريع استثمارية كبرى في مجالات الطاقات المتجددة، والبنيات التحتية، والسياحة، والصناعة الخضراء، إلى جانب تبادل الخبرات في مجال التحول الرقمي والتنمية المستدامة. كما يُنتظر أن تُشكل هذه الزيارة فرصة لتنسيق المواقف بشأن قضايا عربية وإقليمية، خصوصًا ما يتعلق بأمن واستقرار العالم العربي.
ويرى مراقبون أن زيارة الملك محمد السادس لأبوظبي تؤكد استمرار الثقة المتبادلة والعلاقات الممتازة التي تجمع القيادتين المغربية والإماراتية، والتي تتجاوز الطابع الدبلوماسي إلى أبعاد إنسانية وأخوية عميقة، تجسّدها مواقف التضامن والدعم المتبادل في مختلف المحافل الدولية.
بهذه الزيارة، يُكرّس المغرب نهجًا دبلوماسيًا قائمًا على تعزيز الشراكات الاستراتيجية جنوب-جنوب، وتثبيت حضوره القوي في المنطقة العربية، في أفق بناء فضاء عربي أكثر تكاملًا وتعاونًا.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News



