الرأيالعالم اليوم

الجزائر تُخرج الشارع بالتصفيق لا بالقناعة… حين تُصنع المظاهرات لإنقاذ “وهم البوليساريو”..

  • بقلم: حسن كرياط//

في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الأمن الدولي لمناقشة القرار الجديد حول قضية الصحراء المغربية، تتكشف يوماً بعد يوم صورٌ صادمة من داخل مخيمات تندوف، تُظهر حجم الارتباك والارتجال الذي يطبع تحركات النظام الجزائري وقيادة جبهة البوليساريو، بعد أن فشلت كل رهاناتهما أمام الزخم الدولي المتزايد لصالح الموقف المغربي الراسخ والمدعوم من قوى كبرى.

وحسب ما أورده منتدى فورساتين من قلب المخيمات، فقد أطلقت الجزائر حملة تعبئة قسرية واسعة استُخدمت فيها سيارات الإسعاف ومكبرات الصوت لحشد السكان، في عملية وُصفت بـ”الإخراج السياسي الرديء”، حيث جرى دفع الرجال والنساء والأطفال إلى الشوارع، لتصوير مشاهد “احتجاجات مصطنعة” يراد منها إيهام الرأي العام بوجود حراك شعبي داخل المخيمات، بينما الحقيقة أن الأمر لا يعدو كونه مسرحية مموّلة ومُدارة من أعلى هرم السلطة الجزائرية.

وتشير المعطيات إلى أن السلطات الجزائرية نقلت مئات المواطنين الجزائريين من أصول صحراوية من مدن مثل بشار وتندوف والبيض نحو المخيمات، مزوّدين بلافتات وشعارات جاهزة، في تكرارٍ لممارسات زمن الدعاية الأيديولوجية، ضمن محاولة يائسة لإحياء صورة “القوة الجماهيرية” لجبهة باتت معزولة داخل خيامها ومرفوضة حتى من بعض ساكنيها.

هذه التعبئة – كما يؤكد المتتبعون – تأتي في وقتٍ بات فيه المجتمع الدولي أكثر اقتناعاً بجدوى مبادرة الحكم الذاتي المغربي كحلٍّ واقعي ونهائي للنزاع، وهو ما أثار فزع قيادة البوليساريو التي لجأت إلى استعراضات شكلية بدل الانخراط في الحوار السياسي المسؤول.

ويرى مراقبون أن استغلال النساء والأطفال وكبار السنّ في هذه التعبئة القسرية يُعتبر شكلاً من أشكال العقاب الجماعي، إذ يُجبر السكان على مغادرة خيامهم وأعمالهم للمشاركة في “مظاهرات جاهزة السيناريو”، تُصوَّر على أنها “انتفاضة شعبية”، فيما يعيش معظم الصحراويين حالة تململ وانتظار لحلّ يُعيدهم إلى وطنهم الأم في كنف الكرامة والاستقرار.

في المقابل، يواصل المغرب ترسيخ مقاربته الواقعية القائمة على التنمية الميدانية والمشاريع الكبرى بالأقاليم الجنوبية، وعلى دينامية سياسية تنفتح على العالم وتستعد لاحتضان كأس العالم 2030، في مشهد يعكس تباين المسارين: مسار البناء في الرباط، ومسار الوهم في تندوف.

لقد فقدت الجزائر والبوليساريو زمام المبادرة، ولم يعد أمامهما سوى التشويش على نجاحات المغرب وجرّ المنطقة إلى دوامةٍ من المسرحيات السياسية الفاشلة. غير أن الرياح الدولية تميل اليوم نحو حلٍّ واقعي وعقلاني يُنهي عقوداً من الجمود، ويُعيد رسم خريطة التعاون المغاربي على أساسٍ من الاستقرار والاحترام المتبادل.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى