فيلم «تحت العباية» يتوج بجائزة أحسن سيناريو في المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء..

توج سيناريو ” تحت العباية” للكاتب السعودي أحمد الناصر بجائزة احسن سيناريو خلال فعاليات المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء خلال دورته التاسعة عشر المقامة بزاكورة خلال الفترة من 5 الى 9 أكتوبر الجاري.

شهد المهرجان مشاركة واسعة من لدن صنّاع السينما وكتّاب السيناريو من مختلف الدول العربية، حيث قُدم أكثر من خمسين سيناريو تنوعت في مستوياتها الفنية والبنيوية، وتفاوتت من حيث المضمون والصياغة والطرح الدرامي .

وأكد الدكتور خالد الخضري رئيس لحنة تحكيم مسابقة السيناريو أنه رغم هذا التنوع، لفت انتباه لجنة التحكيم عشرة سيناريوهات متميزة برزت لما حملته من عمق فني وبعد سينمائي واضح، ليتم بعد نقاشات مطوّلة ومداولات دقيقة اختيار ثلاثة أعمال فقط لتتصدّر النتائج النهائية.

وأضاف الخضري أنه كان في مقدمة الفائزين السيناريو السعودي «تحت العباية» للكاتب أحمد الناصر، الذي نال الجائزة الكبرى تقديرًا لجرأته وواقعيته وبنائه السينمائي المتكامل.

ويعد «تحت العباية» عملاً إنسانيًا فريدًا، إذ استلهم الكاتب أحداثه من قصة حقيقية وقعت في مدينة الدمام، عاش تفاصيلها بنفسه في طفولته، قبل أن يحولها إلى نص سينمائي نابض بالحياة. وقدم الناصر القصة بواقعية وشفافية وجرأة، عاكسًا حسًا فنيًا رفيعًا وقدرة على تحويل الذاكرة الإنسانية إلى مشاهد بصرية مكتوبة بإتقان.

واتسم السيناريو بوضوح الصورة البصرية وعمق الفكرة وبنائه الدرامي المتماسك، بعيدًا عن الإطالة في الحوار أو المبالغة في السرد، مع اعتماد لافت على لغة الصورة كأداة للتعبير، مما جعل لجنة التحكيم بحسب وصفها — تشعر أثناء القراءة وكأنها تشاهد فيلمًا متكاملًا على ورق أبيض.

وأكد عضو اللجنة عبدالله الرئيسي من دولة عمان، قوله: إن «تحت العباية» يستحق أن تتبناه إحدى شركات الإنتاج السينمائي، لما يتضمنه من مقومات فنية وبصرية قوية تؤهله لأن يكون عملًا سعوديًا منافسًا على المستويين الإقليمي والدولي، في ظل النهضة السينمائية المتسارعة التي تشهدها المملكة.

أما جائزة ثاني أفضل سيناريو ، فكانت للسيناريو المغربي «عودة الآلهة» الذي تميز بفكرته المبتكرة وطابعه الفلسفي المختلف، رغم افتقاره إلى الواقعية في بعض المشاهد. واعتبرت اللجنة

أن العمل يقدم رؤية رمزية تتنقل بين الخيال والواقع، متناولًا قضايا إنسانية وسياسية واجتماعية من منظورٍ تأمليّ، حيث تدور أحداثه حول قافلة غامضة قادمة من الفضاء الخارجي تجوب العالم، في إسقاط رمزي على تحولات الفكر الإنساني المعاصر.

فيما حاز السيناريو الفرنسي «المعبد» (Templum) على تنويه خاص من اللجنة، لما حمله من رمزية فنية وفلسفية عميقة. وتدور فكرته حول فنانة تجسد عبر لوحاتها وأساليبها المتجددة رحلة الإنسان بين الإبداع والتجدد والتأمل، مستعرضًا عبرها حوارات رمزية بين الفن والموسيقى والشعر، بأسلوب يجمع بين الرمز والفلسفة الجمالية.

وتكونت لجنة تحكيم مسابقة السيناريو كلاً من: الدكتور خالد الخضري من المملكة العربية السعودية والسيناريست عبد الله الرئيسي من سلطنة عمان، والسيناريست المصري محمد رفيع.

نوه أعضاء اللجنة بكفاءة المشاركين

و عملوا على تشجيع الابداعات الفنية وتجسيد التراث اللامادي الذي تزخر به مناطق الصحراء خلال أعمال السيناريو المتبارية في المسابقة باعتبارها جزءا مهما من الهوية الثقافية للشعوب وجب الحفاظ عليها واستثمارها في الصناعة الثقافية للفن السينمائي .