
هل يمكن تصنيف شباب جيل زيد في الشعبوية العالمية؟
السؤال يلامس موضوعًا عالميًا راهنًا، علاقة شباب “جيل Z” (المولودون تقريبًا بين 1997 و2012) بالشعبوية. الإجابة ليست مطلقة، لكن يمكن الحديث عن ميول وتوجهات تجعل هذا الجيل حاضرًا بقوة في المشهد الشعبوي العالمي، مع اختلاف السياقات.
1. خصائص جيل Z المؤثرة
الرقمنة، أول جيل وُلد في حضن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت هذه المنصات المصدر الأساسي للمعلومة، وغالبًا للأخبار الزائفة أيضًا. والتمرد على النخب التقليدية، يظهر في نقدهم للأحزاب الكلاسيكية والسياسيين التقليديين. والتعبير الفوري والاحتجاج الرقمي، ثقافة “الهاشتاغ” والميمز حول القضايا السياسية والاجتماعية.
2. علاقة جيل Z بالشعبوية
قابلية التأثر بالشعارات المبسطة: لأن التواصل السياسي عبر TikTok وInstagram يعتمد على المقاطع القصيرة والشعارات الجذابة، ما يسهل انتشار الخطاب الشعبوي. ونزعة التمرد على المؤسسات: الشعبوية العالمية تقدم نفسها دائمًا كصوت “الشعب ضد النخب”، وهو خطاب يجد صدى عند شباب يشعرون بالتهميش الاقتصادي والاجتماعي. والزعامات الرقمية الجديدة: صعود مؤثرين رقميين يقدمون أنفسهم كبديل عن الإعلام والسياسة التقليدية.
3. تجارب دولية
الولايات المتحدة وأوروبا: جزء من جيل Z انجذب لخطاب ترامب اليميني الشعبوي أو لحركات يسارية راديكالية (ساندرز، كوربين). أمريكا اللاتينية: الشباب كانوا وقودًا للشعبوية اليسارية (مثل تشافيز، لوبيز أوبرادور). العالم العربي: جيل Z قاد حركات احتجاجية (2011، 2019)، ويتأثر اليوم بخطاب تبسيطي ينتشر عبر TikTok وYouTube. المغرب: يمكن ربط ذلك بحركة شباب Z الرقمية الأخيرة، التي تبلورت على منصات مثل ديسكورد وTikTok، حيث حملت خطابًا احتجاجيًا مبسطًا قريبًا من الشعبوية.
4. هل يمكن تصنيفهم في الشعبوية؟
ليس كل جيل Z شعبويًا، لكن الظروف الرقمية والاجتماعية جعلت نسبة مهمة منهم عرضة للتأثر بالشعبوية، سواء يمينًا (خطاب الهوية، القومية) أو يسارًا (خطاب العدالة الاجتماعية، مناهضة النخب).
يمكن القول إن جيل Z هو الأكثر تفاعلًا مع الشعبوية الرقمية عالميًا، بسبب طبيعة بيئته الإعلامية.
يمكن تصنيف شباب جيل Z في خانة الفاعلين الرئيسيين في الشعبوية العالمية الرقمية، لكن بدرجات متفاوتة حسب السياق الوطني. هم ليسوا “شعبويين بالفطرة”، بل أبناء عصر تتقاطع فيه أزمات الثقة بالنخب مع سوشيال ميديا تصنع سرديات مبسطة، مما يجعلهم وقودًا للشعبويات الجديدة.؟

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News