السياسة

شباب المغرب: دعوة للمشاركة في إعداد ملف مطلبي شامل..

توصل الموقع بهذا البيان المعنون ب: “بيان شباب المغرب — جيل الوعي والمحاسبة” يدعو للمشاركة في اعداد ملف مطلبي ..

البيان:

لن نقع في الفخ الذي تحاول بعض وسائل الإعلام التقليدية وبعض المنصات الرقمية أن تضعه أمامنا، لصرف الأنظار عن الخسائر التي تكبّدها الشعب المغربي.

ما زلنا لم نلتئم بعد من الخوف الذي شعر به كل واحد منا خلال الأيام الأولى للمظاهرات، ولم نلتئم من آثار الاعتقالات التعسفية وغير القانونية التي طالت الشباب والقاصرين، في خرق واضح لحقوق الإنسان المصادق عليها دوليًا. ما زلنا ننتظر محاسبة المسؤولين عن دهس المواطنين في وجدة، والتحقيق في مقتل ثلاثة شبان في القليعة، من بينهم الطالب الذي قُتل وهو يوثّق الحقيقة بعدسة كاميرته. لقد خرجنا نطالب بحقوقنا في الصحة والتعليم والكرامة، فوجدنا أنفسنا نحاسب على حقنا في الكلام. وهذا ما كشف لنا أن الفساد في هذا الوطن أعمق مما كنا نظن.

ندين بشدة هذا التفاوت في المعاملة بين من حُكم عليهم بتهم واهية، ومن ظلّت قضاياهم مطموسة بلا أي محاسبة. وعندما دعونا إلى السلم، قصدناه للجميع — للسلطات كما للمواطنين — لأن السلم الحقيقي لا يولد إلا من رحم العدالة والشفافية. ومن المُخجل أن يُقتل ويُهان المواطن المغربي على يد من يُفترض بهم أن يحموا أمنه. فبِمن نحتمي عندما ينزع “الأمن الوطني” عنا أمننا في وطننا؟

أما الإعلام، فنُفرّق بين من التزم المهنية وساهم في نقل الحقيقة ودعم الصوت الشعبي، وبين من استغل معاناة الناس لتحقيق نسب مشاهدة أو تلميع الصورة الرسمية. نثمّن الدور الشريف الذي لعبه بعض الصحفيين والوسائل الحرة، وندعو إلى تغطية مهنية نزيهة تعكس الواقع كما هو: لا مزيد من التجميل ولا مزيد من التعتيم.

نذكّر الجميع أن هذه المنصة لا تمثّل حزبًا ولا شخصًا بعينه، ولا أحد يتحدث باسم الشعب. صوتنا جماعي، ينبع من النقاش المفتوح والمشاركة الفاعلة لكل مواطن مسؤول.

أما المسؤولون والسياسيون، فنقول لهم: كفى تملصًا من المسؤولية. أنتم من صنع الأزمة بفشلكم المتكرر وتبذيركم للثروات، وأنتم من جعلتم من البرلمان والتشريع والقضاء أدوات في يد المصالح بدل أن تكون مؤسسات في خدمة الشعب. لا تطلبوا من الجائع أن يحل أزمة الفقر، ولا من المهمّش أن يكتب سياساتكم. الدولة الحقيقية تحمي الفقراء وتستعيد سيادتها، لا أن تظل رهينة للأجندات الخارجية.

إننا نؤمن أن الفضاء العام ملك لجميع المغاربة، وندعو إلى استرجاعه عبر نقاشات عمومية مفتوحة في الساحات وأماكن التجمعات، حيث يُشارك الجميع في صياغة رؤاهم ومطالبهم. فكل مواطن مسؤول عن المساهمة الفاعلة في النقاش الوطني، لأن الديمقراطية لا تُمارس بالنيابة، بل بالمشاركة.

لقد حاولوا إخافتنا، لكن ما يخشاه الظالم حقًا هو وعينا، وحدتنا، وسلميتنا. نحن جيلٌ لا يريد إسقاط الوطن، بل يريد له أن ينهض بالعدالة. نحن الشعب، نحن صوت الوطن، نحن الحاضر والمستقبل.

سنعمل جميعنا على إعداد ملف مطلبي شامل يُراجع ويُناقش جماعيًا، ليكون وثيقة تعبّر بصدق عن آمال الناس وآلامهم.

نؤكد في هذا السياق أن الثقة بيننا هي أساس هذه الدينامية، وأن كل محاولات التشكيك أو التفريق بيننا لن تُجدي، لأن ما جمعنا منذ البداية هو الوعي الصادق والعفوية النقية لشباب وشابات هذا الوطن. لقد انطلقت هذه الحركة بشكل طبيعي من نبض الشارع ومن إيماننا المشترك بأن صوتنا لا يُشترى ولا يُقسم، بل يُعبّر عن وحدة المعاناة ووحدة الأمل.

وسيُنشر الملف فور اكتماله بعد المراجعة والمصادقة العامة عليه، من خلال نقاشات مفتوحة في الفضاءات العمومية وكذلك عبر المنصات الرقمية المخصصة لهذا الغرض. ندعو كل من يؤمن بالمسؤولية والمواطنة إلى المشاركة الفاعلة في هذه النقاشات، سواء على أرض الواقع أو عبر الفضاء الرقمي، لأن قوة هذا المشروع تكمن في انفتاحه على الجميع، وفي كونه ملكًا لكل المواطنين لا نخبة بعينها.

شبابنا يرفض أن يموت كي يعيش “الوطن”، فالوطن الذي لا يضمن الكرامة لشبابه، ليس وطنًا… بل مجرد ترابٍ ندفن فيه أحلامنا.

جيل الوعي والمحاسبة

وثيقة رسمية صادرة عن شباب المغرب — جيل الوعي والمحاسبة

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى