سينما كوليزي إنزكان : الذاكرة لا تباع
يتداول بعض الفاعلين الثقافيين على مستوى مدينة إنزكان خبر بداية المشاورات بين مالكي مقر سينما كوليزي و الشاري المحتمل، في أفق تحويله لمشروع تجاري. لا ننازع الحق المشروع للمالكين في بيع عقارهم، لكن نخاطب هنا ضمير المسؤولين على الشأن المحلي بإنزكان، كل من موقعه، والمجتمع المدني والغيورين على الذاكرة المحلية لإنزكان. فسينما كوليزي ليست فقط عقارا، يسيل لعاب المنعشين العقاريين، بل مكانا ذو ذاكرة، وذاكرة مرتبطة بمكان. يتعلق الأمر بالذاكرة السينمائية والفنية عموما لمدينة أريد لها أن تكون فقط “مدينة تجارية”.
لقد كانت سينما كوليزي النافذة التي من خلالها تطل
مدينة إنزكان على العالمية فأثرت في عدة أجيال من خلال تعرفهم على السينما العالمية، خاصة الهندية، بلغتها و لباسها وتسريحة شعر ممثليها وكذا قيمها والقضايا التي تطرحها. كما كان لسينما كوليزي دور كبير في اللقاء بين فناني المدينة من نتائجه تأسيس مجموعة إزنزارن الذائعة الصيت، بعد لقاء عفوي بين المرحومين لحسن بوفرتل وعبد العزيز الشامخ، أحد أعمدة المجموعة. وليس غريبا أن يتأثر أعضاء هذه المجموعة بألحان الأفلام الهندية ليجدوا لها كلمات أمازيغية، لازالت تتردد على ألسن شباب اليوم، ومنها رائعة “ءيمي حنا”، للشاعر محمد الحنفي.
هذا جزء بسيط مما تحتضنه سينما كوليزي ولما تمثله بالنسبة لمدينة إنزكان وأبنائها، وأتمنى من مالكي هذه السينما، وهم أيضا من أبناء المدينة، أن يعوا أهمية ما يملكون بالنسبة للذاكرة الجمعية لساكنة إنزكان، وأن يحذوا حذو تجربتي سينما سلام و سينما صحارى بأكادير، اللتان، وبفضل وعي المجتمع المدني الأكاديري وترافعه، وتفهم المالكين للمكانة الرمزية للبناية وانخراط المنتخبين والسلطات المحلية ووزارة الثقافة، بقيت القاعتين شاهدتين على ذاكرة مدينة أكادير، وستسهمان اليوم ومستقبلا في تنميتها الثقافية.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News



