أكادير اليوم

الإعلامي محمد سليماني ينال شهادة الدكتوراه في التواصل والصحافة المكتوبة

بهيجة حيلات

ناقش الإعلامي الباحث محمد سليماني أطروحته الجامعية التي اعدها لنيل شهادة الدكتوراه في الآداب، تخصص التواصل والصحافة المكتوبة بميزة مشرف جدا، مع تنويه أعضاء اللجنة بالإجماع وتوصية بطبع العمل. وذلك يوم الخميس 06 أبريل 2023 بفضاء الإنسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر بأكادير.

وقد تناولت هذه الأطروحة موضوع “الصحافة الوطنية والموروث الثقافي المغربي: دراسة تحليلية في مضمون اليوميات المستقلة”.
وتكونت لجنة المناقشة من الأساتذة عبد الرحيم حيمود رئيسا، ومحمد جلال أعراب مشرفا، ومحمد همام عضوا، وهشام المكي عضوا،

وعالجت الأطروحة إشكالية محورية مدى حضور مواضيع التراث الثقافي في الصحافة المكتوبة، تفرعت عنها اسئلة إشكالية فرعية من قبيل كيف تحضر هذه المواد التراثية، وهل حضورها دائم أم مناسباتي؟ وغيرها من الأسئلة الإشكالية.
ومن أجل الإجابة عن هذه الأسئلة، تتبع الباحث منشورات اليوميات المغربية المستقلة (خلاف اليوميات الحزبية) لمدة سنة كاملة.

وقد توصل الباحث سليماني إلى أن مواضيع التراث الثقافي في الصحافة المغربية المستقلة، قليلة جدا، بل نادرة، ذلك أن نسب حضور هذه المواضيع لا تتجاوز %0.92 فقط من مجموع المواد المنشورة خلال سنة كاملة.

وخلصت الأطروحة إلى أن هذا الحضور الباهت، ينعكس سلبا على طريقة تناول مواضيع التراث الثقافي، والتي تبقى عبارة عن “فضلة” زائدة يتم اللجوء إليها لملء الفراغ في الحيز المتبقي من اليوميات، وفي غالب الأحيان يتم تناولها تناولا سطحيا، من خلال تحويل بلاغات المؤسسات المعنية إلى مواد للنشر دون الغوص في ثناياها وتتبع تطوراتها.

وترتبط ندرة المواد التراثية في الصحافة المكتوبة المغربية بحسب هذه الاطروحة بسياسات هذه الصحف التحريرية، حيث إن “حراس البوابات” يعطون الأولوية لمواد صحافية فيها من الإثارة والتشويق و”البوز” ما يجعل الصحيفة رائجة في السوق وفي أذهان القراء، وذلك على حساب قضايا التراث الثقافي رغم ما له من أهمية علمية واقتصادية وتاريخية وعمرانية.

بعد تشخيصه لواقع التراث الثقافي في الصحافة المكتوبة اقترح الباحث السليماني مجموعة من البدائل التي من شأنها إيلاء التراث الثقافي مكانة متميزة في التناول الإعلامي، من قبيل إحداث تخصص “الصحافة التراثية journalisme patrimonial ” كما هو الشأن بعدد من الصحف المكتوبة في عدد من الدول بفرنسا وكندا، وتكليف صحافيين مهتمين بالتراث بالإشراف على هذا التخصص، ونسج علاقات تواصل ما بين الباحثين في التراث الثقافي والمهتمين به والصحافيين لتقريب هذا المجال من الإعلاميين، إضافة إلى ضرورة إعادة النظر في الصفحات الثقافية بالجرائد، وتحويلها من فضاء هامشي لسد الفراغ إلى صفحات حيوية، وتبني سياسة إعلامية تجعل الموروث الثقافي من ضمن أهدافها.

وأشار الباحث في أطروحته أن ضعف حضور المواضيع التراثية في الإعلام يسائل كذلك مؤسسات التكوين الصحافي – العمومية والخاصة- التي تولي اهتماما كبيرا للجانب التقني والتحريري، على حساب الجانب الثقافي، على اعتبار أن التكوين ما يزال تكوينا ممهننا بالدرجة الأولى يعتمد على المبادئ التقنية والأخلاقية.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى