
ندوة: تقديم كتاب “الشعبوية” لحسن أوريد بأكادير بحضوره ..
احتضنت قاعة سنيما الصحراء بمدينة أكادير يوم الثلاتاء رابع ابريل 2023، على الساعة العاشرة ليلا، لقاء فكري، استضافت خلاله مجلة نبض المجتمع التي تصدر بمدينة اكادير، الكاتب والمفكر المغربي حسن أوريد، و ذلك لتقديم كتابه الموسوم بظاهرة الشعبوية أو الخطر الداهم؛ و هو من الكتب التي حققت نسب مقرؤية محترمة بعد نفاذ طبعته الأولى و صدور طبعة جديدة.
تقديم الكتاب كان من طرف الأستاذ عزالدين بونيت، فيما سير اللقاء من طرف الأستاذ الحسن باكريم؛ مدير تحرير المجلة، وحضر اللقاء ثلة من الأساتذة الجامعيين و الطلبة و الفعاليات الثقافية داخل المدينة، و حضي اللقاء بتغطية اعلامية واسعة من طرف عدة منابر اعلامية.


افتتح الاستاذ الحسن باكريم اللقاء بالتذكير بإطاره، الذي يندرج ضمن البرنامج الثقافي للمجلة و للجماعة الترابية لاكادير، و الذي يمتد من 30 مارس الى 20 ابريل، بعدة فضاءات داخل المدينة، و أن اشغال اللقاء مهداة لروح فقيد المدينة توفيق السميدة. ثم تقدم بالشكر لكل الجهات التي أسهمت في انجاح اللقاء خاصة الجماعة الترابية لمدينة اكادير.
اثر ذلك تناول الأستاذ حسن أوريد الكلمة، و ذكر بالإطار الذي يندرج ضمنه تأليف هذا الكتاب، الذي راودته فكرته منذ 2019، ليتحول الى واقع بعد جهد جهيد، حيث استدعى المؤلف توسيع مجال قراءاته حول الموضوع، الذي لم يحضى بدراسة عميقة و منهجية باللغة العربية، رغم بعض المحاولات الجادة التي اصطدمت بحاجز الترجمة الدقيقة، فكان الرهان هو تقديم ظاهرة الشعبوية للقارئ العربي بلغة عربية فصيحة، وواضحة، خاصة أن التجارب أتبتث أن كل ما يعتمل في الغرب، لا بد أن ينتقل الى الهوامش أو الأطراف، باعتبار المنشأ الأصلي للظاهرة في الغرب، و هو ما حاول الكاتب توضيحه بنماذج َمن أمريكا اللاتينية و تونس…ليخلص الى ان الشعبوية ظاهرة سلبية تشكل خطرا على الديموقراطية و على منطق الدولة و المؤسسات، محاولا بذلك عقد مقارنة بين الظاهرة وبعض الظواهر التي تتقاطع معها كالفاشية في إيطاليا.


وخلص الأستاذ أوريد في النهاية، أن عمله عمل بيداغوجي، أكاديمي، يهدف الى تبسيط فهم ظاهرة الشعبوية، خاصة في ظل الفراغ الذي يعيشه العالم العربي، بعد أفول القومية العربية و فشل الاسلام السياسي وبالتالي ضرورة تحصين البلد، في ظل أزمة الهيئات الوسيطة، وكل هذا لن يتأتى إلا بالعودة الى السياسة، واحترام المرجعيات السياسية، وأن تمارس السياسة من طرف السياسيين.
من جهته أثنى الأستاذ عزالدين بونيت؛ استاذ باحث، و ناقد مسرحي، و عضو الهيئة العربية للمسرح، على الإصدار، واعتبره يسد فراغا واضحا حول فهم وتفسير ظاهرة الشعبوية، واعتبر قراءته للكتاب بمثابة شهادة في حق المفكر أوريد، المتخصص في العلوم السياسية، و الأديب المتعدد المشارب، حتى أنه يصعب تصنيفه… كما أثنى على لغة الكتاب التي لا تنفك تخرج عن لغة الأديب و الترجمان العالم باللغة المنقول منها، و المنقول اليها… رغم ذلك أبدى الأستاذ بونيت بعض الملاحظات التي لا تنقص من قيمة الكتاب.


بعد ذلك فسح المجال للحاضرين، الذين عبرت معظم تدخلاتهم و تساؤلاتهم، عن راهنية ظاهرة الشعبوية، خاصة امام التحولات التي يعرفها مجتمعنا، في ظل انتشار التفاهة، و تضاؤل منظومة القيم. وركزت معظم التدخلات على ضرورة إعادة تدقيق استعمال المصطلح، الذي لا زال يكتنفه غموض كثير، في ظل شح الدراسات العربية التي تناولت الظاهرة.
و في رده عن بعض الأسئلة واستفسارات الحاضرين، خلص الأستاد حسن أوريد إلى أن عمله يبقى عبارة عن أرضية قد تعتريها بعض الثغرات، ومن حسنات من يشتغل بالفكر أنه لا ضير له أن يخطئ ، كما أكد أن المدخل الأساس لتحصين البلد من الشعبوية، هو العودة الى السياسة، واعتماد خطاب اعلامي رصين يخاطب العقل بعيدا عن محاولة تأجيج العواطف، وهذه من مسؤليات الصحافة، مركزا في ذلك على الدور المهم الذي يضطلع به القضاء في أي اصلاح.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News



