الرأيالعالم اليوم

يوميات حرب الشرق الأوسط (2): ضد الحرب ، وضد إيران وضد إسرائيل..!

لماذا ضد إيران؟ أو هل الخطر الإيراني يطرق أبواب شمال أفريقا وضمن دوله المغرب، بعد أن أشعل فتيل الحرب في الشرق الأوسط ؟

في ظل التحولات الجيوسياسية العميقة التي يشهدها العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تتزايد الأسئلة حول الدور الإيراني في المنطقة، لا سيما في شمال إفريقيا، حيث تبرز مؤشرات مقلقة حول محاولات طهران مد نفوذها إلى غرب شمال أفريقيا، وتحديداً نحو الجزائر ومن خلالها إلى جبهة البوليساريو، ما يطرح علامات استفهام مشروعة حول تهديدات محتملة تمس السيادة والوحدة الترابية للمغرب.

من “محور المقاومة” إلى دعم الانفصال؟

عرفت السياسة الخارجية الإيرانية تحولات جوهرية منذ الثورة الإسلامية سنة 1979، حيث تبنت خطاباً ثورياً يدعو إلى “مقاومة الهيمنة الغربية” و”نصرة المستضعفين”، غير أن التطبيق العملي لهذه الشعارات ترجم في كثير من الأحيان إلى تدخلات في شؤون الدول الأخرى، سواء عبر دعم ميليشيات مسلحة كما هو الحال في فليسطين واليمن وسوريا ولبنان، أو من خلال اختراقات ناعمة ذات بعد طائفي وثقافي.

وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل العلاقة المتزايدة بين إيران والجزائر، وتحديداً تقارير استخباراتية تشير إلى دعم عسكري وتدريبي قدمته إيران – عبر ذراعها اللبناني “حزب الله” – إلى جبهة البوليساريو، ما دفع المغرب سنة 2018 إلى قطع علاقاته الدبلوماسية مع طهران، في خطوة وصفها البعض بالحاسمة دفاعاً عن أمنه الوطني.

المغرب يُحذر والعالم يتابع

الحكومة المغربية لم تتردد في الكشف عن الأدلة التي تدين هذا الدعم، بما في ذلك تورط “حزب الله” في تدريب عناصر البوليساريو على استعمال الأسلحة المضادة للطائرات والصواريخ، وهو ما يشكل تصعيداً خطيراً في ملف الصحراء، لا سيما وأنه يأتي في سياق توتر إقليمي غير مسبوق بين الرباط والجزائر.

وفي الوقت الذي ينفي فيه المسؤولون الإيرانيون أي تدخل مباشر، تبرز مؤشرات ميدانية تعزز المخاوف المغربية، مثل توسيع التعاون العسكري الإيراني الجزائري، وعودة النشاط الدعوي الشيعي في بعض دول الساحل، ما يعزز فرضية وجود “مشروع توسعي إيراني” يستغل هشاشة بعض الأنظمة والأزمات الداخلية في إفريقيا.

وهنا لابد من الاشارة الى موقف حزب العدالة والتنمية المغربي الذي أصدر مؤخرا موقفا يتضامن مع إيران ضد إسرائيل، وهو موقف نشجاز  يظهر أن هذا الحزب لا يهمه بلده المغرب ولا تهمه مصالحه في ما يجري اليوم من تحولات عميقة خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من سعي الدولة لحماية أوطانها وتقوية جبهاتها الداخلية وتعزيز روح الوطنية في صفوف شعوبها..وإن كان لابد من التضامن ، فالذين  يستحقون التضامن هم شعوب المنطقة وفي مقدمتهم الشعب الايراني والشعب الاسرائلي والشعب الفليسطني.

لماذا يجب أن نكون ضد إيران؟

لا يدعو الحذر من إيران إلى تبني مواقف عدائية أو طائفية، بل إلى قراءة واقعية لما يحدث في الساحة الدولية. فالتجربة أثبتت أن النفوذ الإيراني غالباً ما يقترن بعدم الاستقرار، وهو ما تشهد عليه أزمات سوريا، واليمن، ولبنان، والعراق. وها هو الآن يحاول مد جذوره إلى العمق الإفريقي، بما في ذلك المغرب، الذي ظل لسنوات بعيدا عن هذه التوترات.

في هذا الإطار، تتعزز مبررات الرباط في الدفاع عن وحدة أراضيها، ليس فقط من منطلق السيادة، بل أيضاً لحماية المنطقة المغاربية من مخططات لا تخدم سوى الفوضى والاصطفافات الإيديولوجية البعيدة عن مصالح الشعوب.

الحذر لا يعني العداء

إن التحذير من الخطر الإيراني لا يجب أن يُفهم على أنه موقف ضد الشعب الإيراني، بل ضد سياسة نظام يُعرف بسلوكاته التوسعية وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول. والمغرب، الذي اختار الاعتدال والتوازن في علاقاته الدولية، يملك من الشرعية والوضوح ما يجعله قادراً على الدفاع عن مصالحه ومصالح المنطقة المغاربية برمّتها، في وجه كل تهديد مباشر أو غير مباشر.

يتبع .. ضد إسرائيل في مقال مقبل !

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى