ياشيخنا العدوي : “أمسك عليك لسانك” كما في الحديث الشريف

ياشيخنا
بعد التحية
أودّ مسبّقا القول بأنّ تطاولكم الزائد عن الحد على بلدي هو السبب في التعرّف عليكم أوّلاً…دفعني ذلك إلى الإطّلاع على أحكامكم / مواقفكم الشرعية في جملة أحداث ونوازل كجواب على تساؤلات مواطنين من مختلف بقاع العالم.. وكم كنت صادماً في هذه النبرة الإستعلالية التي تلبسك لحظة ما تسميه افتاءاً في كل الأمور وصولا إلى تفقيه الذكاء الاصطناعي بين مكروه ومستحب..
لكني أيضاً كنت شاكراً لله اني لست من روادك انت او غيرك ممن يؤشرون على صفاء دين وتدين المجتمع الإسلامي وراء شاشاتهم الخاصة كصك تجاري معفي من الضرائب
وفي نفس الوقت شاكرا لله اني مغربي محصّن بهذا الإرث الفقهي الذي ورثناه من أجدادنا قبل 12 قرن من الآن.. وأهم ما ورثناه المالكية مذهبا وبعقيدة أشعرية مع أخلاقية التصوف الجنيدي
أثنى عشر قرناً من الثبات والانسجام العقائدي والروحي عزّزت بشكل فريد واستثنائي استقلاليتنا عن دار الإفتاء من الشرق وغيره.. ولم يفت فينا إلاّ الفقهاء من أهلنا تحت سقف إمارة المؤمنين والمؤمنات.. منذ خلافة الامويين.. العباسيين ولم يكن السلطان العثماني يدعى له فوق منابر مساجدنا.. وما زلنا على عهد اسلافنا وإلى الأبد
هذا التميز الإستثناء ايها الشيخ للأسف لم تنتبه إليه أو تجاهلته خدمة لاجندتك الإفتائية.. ولم يلق أدنى إحترام لفقهائنا وعلمائنا المغاربة السالفين منهم والسامعين إليك اليوم وانت تحشر أنفك في لا يعنيك بالمرّة.. وافتيْت حسب هواك بعدم إجازة لأمير المؤمنين والمؤمنات ان يعطل اضحية العيد..
لن اجادلك فقهيّا لاني اقل مستوىً منك.. غير اني تربيت على سلوك ديني مفاده ان حُسن إسلام المرء، ومن حُسن إيمانه، ومن حُسن سيرته: عدم التَّدخل فيما لا يعنيه، دون أن أنسى الثناء على ماقام به بعض علمائنا في الرد عليكم بالحجة والبرهان الشرعي
لكني أتساءل مع غيري عن خلفية هذه الخرجة وبهذه السرعة وبأسلوب تجاهل اسم المملكة اثناء الحديث عن قرار أميرها
لاحظت شيخنا الفضولي ان خمس ساعات فقط هي الفاصلة بين تلاوة القرار الشرعي من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية وبين خرجتك العجيبة.. بل وان المتسائل لم يكن بالصدفة إلا جزائريّاً هذا البلد الحقود الذي سارع نظامه وبقوة جنونية إلى تقاسمه عبر مواقع وجرائد معروفة بعدائها للمملكة المغربية بل تحوّل إلى عناوين بسند يعود إلى فتواك المجروحة حد الشك في نواياك واليك هذا العنوان بجريدة أوراس التابعة لمخابرات العسكر الجزائري :
( كان من الجدير بهؤلاء الملوك أن يمنعوا الخمر والسحر والربا.. لا أن يمنعوا الأضاحي)
أيها الشيخ فقد سقطت عمامتك أمام هذا الربط بصيغة الشبهة ولم تتّق الشبهات واصحابها من أفراد العصابة هناك بالعالم الآخر.. المعروفون بشبهة تأجير فم ووجه كل شخص ولوكان شيخاً مثلك مستعد للسب والشتم في رموز ومؤسسات المملكة المغربية وقراراتها كما فعلت.. وبمزايدة مقيتة حين جادلت بالمقابل العكسي – أي الخمر – وكأنك بذلك تدعونا كمغاربة إلى العصيان عن أولياء أمورنا هنا بالمغرب عكس ما دعوت له يوما حين سئلت عن جواز طاعة الرئيس السيسي من غيره فكان جوابك وبعنف قوي الدعوة إلى طاعة ولي أمرك اي السيسي.. واسرفت في الحجج الشرعية حتى قيل انه لن يسكت..
ما الفرق ايها الشيخ المتلون لون الحرباء غير انك تطالب الهدنة والاستقرار لبلدك.. ولغيرها وخاصة بلدي ترغب في إشعال الفتنة فيها عبر مزاعمك الفقهية..
لقد سبقوك.. وفشلوا في كل محاولاتهم لزعزعة تماسك وتلاحم هذه الأمّة المغربية داخل شعارها الخالد الله الوطن الملك وتحت سقف أمير المؤمنين حامي الملّة والدّين كإرث ديني وتديني منذ 12 قرنا وبأقدم جامعة إسلامية في العالم
هذا تاريخنا الحضاري الشاهد الحيّ على تحصين أمننا الروحي ضد هولسات مشايخ القنوات الخاصة الباحثين – كأي نجم – عن زر الإعجاب قبل كل شيء

يوسف غريب كاتب صحفي مغربي