ورشة تكوينية حول التوحد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن زهر

في سياق تفاعله مع القضايا الصحية والاجتماعية التي تمس واقع الأسر والأشخاص في وضعية إعاقة، نظم ماستر العمل الاجتماعي صباح اليوم الأربعاء 24 أبريل 2025، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – ابن زهر، ورشة تكوينية تحت عنوان التوحد: الخصائص، أدوات التشخيص وتقييم القدرات، من تأطير الدكتور محمد المسكيني، المتخصص في تحليل السلوك التطبيقي.

استهدفت الورشة طلبة سلك الماستر، وجاءت في سياق تعزيز التكوين التطبيقي في مجال العمل الاجتماعي وعلاقته بالواقع الصحي، وقد افتتح الدكتور المسكيني الورشة بتفاعل مباشر مع الطلبة، حيث طرح مجموعة من الأسئلة التي أرست أرضية النقاش، من بينها: هل التوحد اضطراب أم مرض؟، ما هي خصائص التوحد؟، ثم ما معايير تشخيص طفل طيف التوحد؟، في محاولة لخلق دينامية فكرية تُشرك الطالب بشكل فعّال في فهم الإشكالية.

وتضمّنت الورشة تقديم نظرة شاملة على الخصائص السلوكية والمعرفية المرتبطة بطيف التوحد، بالإضافة إلى أهم الأدوات المعتمدة في التشخيص، من بينها الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسيةDSM-5، الذي يُعد مرجعاً دولياً في تحديد معايير التشخيص. كما تمت الإشارة إلى بعض الوسائل المبكرة لفحص الأطفال، من أبرزها أداة M-CHAT، وهي استمارة موجهة للآباء تُستخدم كأداة أولية في الكشف المبكر عن مؤشرات التوحد عند الأطفال.

ولتقريب الطلبة أكثر من كيفية استخدام هذه الأداة، اعتمد الدكتور المسكيني مقاربة تطبيقية تفاعلية، حيث تم تمثيل سيناريو عملي داخل القاعة، شاركت فيه طالبتان جسّدتا أدواراً محورية: إحداهما في دور الأم، والأخرى في دور العامل الاجتماعي الذي يجري مقابلة تشخيصية باستخدام استمارة M-CHAT. وقد سمحت هذه المحاكاة الواقعية بفهم أعمق لطريقة طرح الأسئلة، والتفاعل مع إجابات أولياء الأمور، والكيفية التي يتم بها تفسير النتائج الأولية لتوجيه الطفل نحو التشخيص المتخصص.

وتأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من الورشات والعروض التي يتضمنها أسبوع الطالب 2025، في نسخته الثامنة، المنظم تحت شعار: “كلية الأفكار والإبداع والابتكار”، والذي يهدف إلى توفير فضاءات للتكوين والانفتاح على قضايا المجتمع، وتعزيز المهارات الثقافية والفنية والإبداعية لدى الطلبة.

• متابعة إحسان كحمو