ورشة “الفيلم الوثائقي كأداة للتعبير السوسيولوجي..” من تنظيم نادي “تمكين” بجامعة ابن زهر

في إطار فعاليات “يوم الطالب”، نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر – أكادير، ورشة متميزة تحت إشراف نادي “تمكين”، حملت عنوان: “صناعة الفيلم الوثائقي السوسيولوجي: من الملاحظة إلى الكاميرا”.

وقد شكّل هذا النشاط التكويني تجربة فريدة موجهة للطلبة، امتدت على مدار ثلاث ساعات، جمعت بين التكوين النظري، العرض البصري، والنقاش التفاعلي، وذلك بدعم ومواكبة من فريق البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية بالكلية.

استُهل اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ محمد العماري، المشرف على نادي “تمكين”، حيث أكد على أهمية هذا النوع من الأنشطة التي تدمج بين الفن والمعرفة، وتتيح للطلبة فضاءً للتعبير عن ذواتهم ومحيطهم بطريقة إبداعية وعلمية.

الورشة تم تصميمها وتسيرها من طرف مراد خلو، فنان بصري و منشط ثقافي و اجتماعي، الذي قاد المشاركين في رحلة معرفية مبسطة حول صناعة الفيلم الوثائقي السوسيولوجي. تناولت الورشة الجوانب النظرية الأساسية: من الفكرة والملاحظة الميدانية، إلى تقنيات الحوار، مروراً بمبادئ التصوير والمونتاج، كما تطرقت إلى تداخل السرد البصري مع المناهج السوسيولوجية والأنثربولوجية، مقدّماً أمثلة من أعمال مخرجين باحثين في هذا المجال.

تميزت الورشة بعرض شريطين وثائقيين قصيرين. الأول بعنوان “86 يوم” و الذي توثق لتجربة طفل في الحجر الصحي إبان أزمة كوفيد 19 على مدى 86 يوم، و الثاني بعنوان “الولوج إلى السينما عند شباب الضفتين”، الذي يوثق لتجربة ثقافية مشتركة بين شباب مدينة مارسيليا في وضعية هشاشة وشباب مدينة تيزنيت.

وقد أثار الفيلم نقاشاً حيوياً بين الطلبة حول قضايا التمثيل الثقافي، والهشاشة الاجتماعية، ودور السينما في التقاط الهامشي والمنسي.

اختُتمت الورشة بنقاش علمي غنيّ، ساهم فيه إلى جانب الطلبة عدد من الأساتذة المنتمين إلى فريق البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، من بينهم الأساتذ محمد الصاليح، هشام قبابي، الذين أثروا النقاش بتدخلاتهم الدقيقة وقراءاتهم النقدية المعمقة، مما أضفى على الورشة طابعاً أكاديمياً مميزاً وساهم في توسيع أفق التفكير لدى المشاركين.

كما عبّر الطلبة عن تفاعلهم الإيجابي مع الورشة، مؤكدين على أهمية دمج الصورة والسينما في البحث السوسيولوجي والأنثربولوجي. واختُتم النشاط بكلمة شكر لجميع المساهمين والمشاركين في إنجاح هذه المبادرة النوعية.
بهذا، يؤكد نادي “تمكين” التزامه بخلق فضاءات جديدة للتكوين والتعبير داخل الجامعة، تجمع بين الحس النقدي والأدوات المعرفية، وتفتح آفاقاً جديدة أمام الطلبة لابتكار سبل حديثة لفهم المجتمع وتحليله.