المجتمع

وداعا دا حماد.

ودعنا اليوم، 24 يوليوز 2024، المرحوم الأستاذ والصديق أحمد رقبي. الرجل الذي يقول “إنه صديق الجميع”، لا يعرف البغظ لقلبه طريقا، ولا تفارق الابتسامة وجهه، ولا يتذكر أحد من زملائه أن ثار في وجههم أو ظهرت عليه آثار الغضب حتى في أحلك الظروف، بل إن كل لقاء معه يحوله للحظة فرح وانشراح. ذلك هو طبع المرحوم دا حماد. أما علاقته بطلبته، وهو من الجيل الذي تدرج في مختلف مراحل التدريس إلى أن أحيل على التقاعد بعد تجربة طويلة أستاذا جامعيا، فلا يتذكر طلبته إلا جميل صنعه اتجاههم، وكريم أفضاله عليهم، حيث كان رحمه الله يحيطهم بعنايته وكأنهم أبناؤه.

أستاذ اللغة الفرنسية من الرعيل المتميز، وسليل عائلة علمية معروفة في سوس، ومحب لتراث بلده حد الإذمان، فترك لنا ذخيرة لا تقدر بثمن من قطع أثرية، متعددة ومتنوعة، تهم أساسا التراث اللامادي والمادي لسوس، (العشرات من أنواع الساعات، الموسيقى والأغاني الأمازيغية، آلات التسجيل،ألبسة تقليدية، أبواب عتيقة، أواني،…) وهي نتاج مسار طويل من الجمع والحفظ، وكان يأمل أن يراها توتث متحفه الخاص، ليبقى مفتوحا في وجه العموم، مساهما في نقل المعرفة التراثية بين الأجيال، وهو حلم ظل يراوده إلى آخر يوم من حياته.

وإلى جانب تخصصه في أعمال محمد خير الدين، واهتمامه بالثقافة الأمازيغية ودعم ملتقياتها، كانت له اليد البيضاء في جعل كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير تحتفل برأس السنة الأمازيغية في أحد أكبر الفنادق بأكادير، بلغ صداها القنوات الوطنية والأجنبية، حيث يشرك طلبته في ماستر السياحة والتواصل، في التفكير والاعداد والتنظيم، وكذا المساهمة بعرض وتذوق الأطباق المغربية، ممثلة لمختلف المناطق المغربية. وبذلك أسهم في جمع وتوثيق جزء من الموروث الغذائي المغربي الغني والمتنوع.

وإذ نجدد الرحمة على صديقنا دا حماد الرقبي، أتمنى أن يتحقق حلمه، الذي حمله طوال حياته، في إنشاء متحف يحمل اسمه ويحافظ على التحف الأثرية التي جمعها وحافظ عليها إلى آخر نفس.

لحسن انير بويعقوبي

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى