أكادير اليوم

وداعا المناضلة بشرى الشتواني..

نزل علينا الخبر كالصاعقة ، ماتت بشرى البشوشة، المناضلة الحقوقية والإعلامية المنفتحة، ماتت بشرى بعد أن كتبت أمس وصيتها لنا جميعا .. حاولت قراءة ما كتبته ليلة أمس ولم أستطيع مواصلة القراءة.. اغلقت الهاتف ونمت على أمل أن استيقض في الصباح واسمع عن نجاح العملية.. كذبت على نفسي ..بشرى مناضلة قوية ستنتصر على المرض .. ولكن بشرى ماتت ..تحية لروحها، عزاؤنا لزوجها ولكل افراد عائلتها ولكل رفاق دربها ..الصبر لابنيها ..الصبر لنا جميعا على فراقها ..

وهذه وصيتها لنا جميعا:

وداعا المناضلة بشرى الشتواني.. - AgadirToday
بشرى الشتواني في المصحة لحظة توديع ابنيها

 

“مساء القوة و الصمود ..لكل أحبتي أصدقائي رفاقي و عائلتي الصغيرة و الكبيرة، لأولادي ناجي و عهد و لروح القلب زوجي و لاخي و صديق قلبي ياسين…. حاولت أن امنع نفسي من كتابة اي شيء يتحرك بعقلي و وجداني كي لا أصعب الأمر علي و على كل عزيز و عزيزة و لكن لم أستطع فقد تعودت مشاركتكم كل شيء هنا في هدا الحائط مند أكثر من ثلاثة عشر سنة… والان المحطة الأصعب جدا في حياة لم تمنحني اي شيء إلا و نازلتي عليه …لم تعطني ابدا هدية مجانية، كنت في كل مرة اظفر بفرصة فرح او حب او انتصار الا وقد ادخلتني قسرا لحلبة ملاكمة شرسة ..حتى مع المرض فمنذ ثلاث سنوات و انا اقاوم المرض اللعين الذي اختار اصلب منطقة في جسمي و استطونها قسرا….
لا استغرب فكل سرطان يريد استعمار بقعة ما يختار خطأ المكان العصي على الركوع و انا اختار جذع جمجمتي التي صلبتها الحياة و التجارب …كنت دائما اقول انني سانتصر ..و في سيرورة ثلاث سنوات من العلاج الذي لم ينقطع ابدا كنت اخرج منتصرة.. بتماسك عائلتي …أصدقاء صادقين تشبث بهم غربال الحياة…و شرارة حب ملتهبة مع رفيق درب كان فرصة فرح حقيقية تشبثت بها عن استحقاق مستحق….

غدا صباحا باكرا المواجهة الحاسمة لم يبق لي سوى مشرط البروفيسور المجاطي سلاحا و طمئنينتي أن الله لن يقدر لي سوى ما هو خير لي و لأحبتي ،و إيماني بانني أقوى من المرض بكثير حتى و ان غيبني عن هاته الحياة سواءا نهائيا او جزئيا بعجز اطرافي عن الحركة فقد انتصرت بسمعة طيبة و أصدقاء متفانون و مدينة كل احيائها تعرفني و تحبني …

قد يظهر هدا كثيرا على امرأة على أبواب الأربعين من عائلة كل حياتها عاشت تحت ظل ناكلوها حلال و حقنا عند الله ..لكني طماعة في كرم الله و رحمته و هو من زرع كل هاته المحبة في قلوب أناس لم يقوموا باي روتين يومي لهم سوى البحث عن طريقة لتوفير أكياس الدم لعمليتي و انا ممتنة لهم بحجم الأرض و السماء …غدا ساواجه الورم بمشرط البروفيسور المجاطي و إيماني القوي و دعوات أحبتي كلهم بدون استثناء…

غدا قد أعود لقراءة تعليقاتكم و قد لا أقرأها لكنني اكيد ان في كل الأحوال انا منتصرة و مؤمنة و حامدة لله …اريد ان اقول لاخي ياسين أمام كل الناس انا متأكدة انك لن تترك ابنائي عرضة ليتم خاصة و انت تعرف علاقتي بهم لكني أوصيك خيرا بهم و خصوصا ناجي الذي لم يستطع أن يقول كلمة واحدة اليوم خوفا على صمام الأمان الوحيد الذي يملكه في هدا العالم …

نعم من خلقه قادر بأن يحميه لكني أوصيك خيرا به و بعهد أيضا اعرفها لبيبة و تدخل كل القلوب دون استئذان لكنها مازالت طرية …غاني انت عوض الله لي على سنوات الحزن و خذلان القلب اقول لك لم تقصر يوما و ها انت اليوم تجلس وحيدا في غرفتنا تضع الفرضيات أمامك اقول لك ان عدت سنعيش أجمل الايام معا و ان ترجلت عش عني الايام الجميلة و تذكرني بحب و فرح…

اخواتي اقول لكن احبكن جدا وانا قوية بكم أصدقائي ارجوكم لا تتوقفوا عن الدعوات و نلتقي جميعا قريبا ماما و بابا لا تقلقوا سنكون جميعا بخير …سامحوني ان اخطأت في حق اي كان و انا سامحت الكل دون استثناء محبات بحجم رحمة الله للجميع ….#سانتصر.”

إمضاء : بشرى الشتواني

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى