هاشتاج ” مارانيش راضي” الكابوس المرعب للرئيس تبّون وعصابته
” سنحمي هذا البلد الذي يسري في عروق شعبه دماء الشهداء، فلا يظُنّنَ أحد أن الجزائر يُمكن افتراسها بهاشتاغ “.
هكذا علّق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون على هاشتاج ( مارانيش راضي) الذي أطلقه بعض نشطاء الحراك الشعبي قبل عشرة أيام من الآن..
وقبل التفصيل في صيغة هذا التصريح التي جاء في سياق ترأسه لملتقى الولاة بالعاصمة لابدّ من الإشارة إلى أن هذه الفقرة تبدو غريباً ومنعزلة عن باقي فقرات خطابه.. بل يحس المتتبع بهذه الإقحام الفج دون رابط بما سبق أو ماتقدم من خطابه..ورغم ذلك فقد ظهر على الرئيس تبون علامات الرعب والخوف من هذا الهاشتاج الإفتراضي الذي جاء من أجل افتراس الدولة كما هو موضح في الفقرة أعلاه.. وكأن دولة تبّون بلغت من الوهن والضعف يجعلها تسقط فريسة من هاشتاج بكلمتين تعبران عن عدم الرضى بما يجرى داخل الجزائر وعلى جميع المستويات..ولو لم يكن الأمر كذلك ما علّق الرئيس عليه.. ولما عاد بالجميع إلى ريع ذاكرة الشهداء كركيزة معنوية لمقاومة هذا الإفتراس القادم
لكن الأهم ان الرئيس أعلن شنّ الحرب على الهاشتاج الإفتراضي لاركان دولة العسكر بعد اسبوع من الترويج إلى شيطنته وتخوين أصحابه واتهام مخابر دولة المخزن كمصدر له بهدف زعزعة استقرار الجزائر والتلاعب بأمنها ومصيرها
جاء هذا التصريح أيضا بعد اسبوع من الترويج لهاشتاج مضاد بعنوان ( أنا مع بلادي) ويؤكد فشله في إيقاف هذه الهبة الشعبية.. عبر حملة الاعتقالات التي يشنها الأمن ضد من رفعوا “كلمتين” للتعبير عن عدم رضاهم على ما يقع في الجزائر.
وهي المقاربة القمعية، التي كانت لها نتائج عكسية، حيث انخرط عدد أكبر من الشباب في هذه الحملة.. والتي تبقى حملة جزائرية خالصة، بدليل ان أغلبية النشطاء في بداية انطلاق الهاشتاج عبر مواقع التواصل الإجتماعي ظهروا بكامل ملامح وجوههم وأماكن سكناهم ومعروفون وسط أحيائهم ومدنهم دون أن يشهد لهم بالتعامل مع جهات ومخابر أجنبية كما يدّعي النظام..
هذا البروز وبهذا الشكل التلقائي جعل أغلبية الجزائريين يتفاعلون مع الهاشتاج بجدية ومسؤولية وذكاء أيضاً من خلال تجويد الهاشتاج لقطع الطريق عن أسطوانة التخوين والمؤامرة كما يرددها ازلام النظام العسكري.. عبر هاشتاج جديد ( أنا مع بلادي.. لكن ما راش راضي)
هو الهاشتاج الذي نتقاسمه نحن جيران ومحيط هذا النظام العبيط.. ( فالجميع مع بلاده.. لكن غير راض على هذا الجار الشرير)
غير راض على مؤامرة تشتيت الفضاء المغاربي وخلق نزاعات مجانية بين دوله الأعضاء..
الهاشتاج نفسه يعبر عن هذه العلاقة السامة الإجرامية التي تجمع الجزائر بجيرانها عبر دعم الحركات الإنفصالية لزعزعة استقرار محيطه..
وغير بعيد نتذكر في هذا السياق اتّهام دولة مالي لجمهورية العسكر الجزائري بشكل مباشر بدعم الجماعات الإرهابية وتوفير ملاذ آمن لها على أراضيها، كما جاء على لسان وزارة الخارجية المالية خلال جلسة بالأمم المتحدة، مما أثار ردود فعل دولية وقاري.. إلى جانب محاولات التشويش المباشر على اجتماع الفرقاء الليبيين مؤخرا ببوزنيقة.. دون الحديث عن آخر بيان التنديد للرئاسة النيجيرية حول محاولات تدخل النظام الجزائري في الشؤون الداخلية لدولة النيجر.. هو نفس الاسلوب مع دولة موريتانيا الشقيقة بين الإغراء بالمشاريع والتهديد بالفيلق العسكري الذي توغل أخيراً في اراضي موريتانيا مباشرة بعد استقبال جلالة الملك للرئيس الموريتاني..
هكذا نتقاسم مع الشعب الجزائري الهاشتاج نفسه.. كلنا غير راضون عن هذه العصابة المارقة في الداخل كما في الخارج..
لذلك من الطبيعي أن يكون هذا النظام منبوذ وسط الشعب الجزائري كما في كل شعوب المنطقة الجوارية معه.. وبتاريخه الدموي الإجرامي خلال العشرية السوداء.. أوفى تسفيره القسري للمهاجرين العابرين لصحرائه..
هو كأي نظام غير شرعي فهو اهون من بيت العنكبوت ينال منه الرعب والخوف حتى من هاشتاج افتراضي عادي وبسيط وسليم..
نظام عصابة لا شبيه له في هذا العالم.. كما قال الرئيس نفسه اول أمس ( الجزائر لا تشبه أيّ بلد)
لأنها مصدر الشر الوحيد على شعبها وعلى المنطقة والقارة
أما الأخيار والحافظين على حسن الجوار والأمل في المستقبل لا يمكن أن يصدر منهم إلا مثل هذا التصرف الحضاري النبيل حيث قامت السلطات المغربية يوم الاثنين بإطلاق سراح قائد وأربعة جنود جزائريين ضلوا طريقهم في المنطقة الحدودية بامحاميد الغزلان، عبر مركبة من نوع ANPA، إلى الأراضي المغربية حوالي الساعة 9:50 صباحاً أثناء بحثهم عن الكمأة (الترفاس). وقد تم إطلاق سراحهم في نفس اليوم على الساعة 11:05، بعد التحقق من هويتهم.
تخيلوا لو كان الأمر بالعكس..- لاقدر الله –
هي عصابة مارقة تسعى للحصول على أسلحة الدمار الشامل، وتدعم الإرهاب، وتسيء معاملة مواطينيها بشعار جوع كلبك يتبعك كما قال أحد وزرائهم من على منصة البرلمان
فعدم الرضى هو اقل ما يمكن ان يقال في حق هذه العصابة.. في أفق تعجيل تسفيرهم نحو مزبلة التاريخ..
وتلك نهايتهم العاجلة لا شك
يوسف غريب كاتب صحفي
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News