الرأي

نوستالجيا لا تُنسى: تكريم “الحبيب الصالحي” رمز حي بوتشكات بأكادير

بقلم : كريم بوزاليم //

في كل زاوية من زوايا حي بوتشكات بأكادير، هناك ذكرى، وهناك قصص تُروى عن أحد أبرز أبنائه، الرجل الذي ترك بصمة لا تمحى في ذاكرة المكان: السيد الحبيب الصالحي. إنه ليس مجرد اسم يمر عبر الزمن، بل هو رمز حقيقي من رموز الرياضة والفن في مدينة أكادير. فكيف يمكن لنا أن ننسى هذا الإنسان الذي اجتمع فيه الكثير من الصفات التي تجعله محط تقدير ومحبة الجميع؟

منذ سنواته الأولى في بلوك 12، أظهر الحبيب الصالحي قدراته الفائقة في حراسة المرمى، ليكون أحد أبرز لاعبي كرة القدم في تلك الحقبة. انطلق من حي بوتشكات ليُثَبِّت أقدامه في العديد من الأندية المعروفة، مثل “رجاء أكادير”، “إتحاد الشرطة”، “موانئ أكادير”، “ريال أكادير”، وغيرها. لكنه لم يكن فقط حارس مرمى في الملاعب؛ بل كان حارسًا للذكريات الجميلة في قلوب الجميع.

لكن ما يميز الحبيب الصالحي ليس فقط مهاراته الرياضية، بل ما عُرف عنه من طيبة قلب وابتسامة لا تفارقه. كان دائمًا قريبًا من الناس، يتعامل مع الجميع بلطف، ويحمل في قلبه حبًا خاصًا لحي بوتشكات الذي نشأ فيه. وقد كان معروفًا بخلقِه الرفيع وكاريزماته العالية، حيث كان محبوبًا من جميع الساكنة، بل كان يراه الجميع مثالًا للإنسان الذي لا يتردد في تقديم يد العون، سواء كان في الملعب أو في الحياة اليومية.

لكن الحبيب الصالحي لم يقتصر فقط على الرياضة. فقد زاوج بين الفن والرياضة بشكل فريد، حيث أصبح من أبرز الموسيقيين في أكادير. كان له حضور قوي في عالم الفن، حيث شارك مع العديد من الفرق الموسيقية الشهيرة مثل “توادا”، “تيتار”، “تزوكنيت فرنسا”، “إيزماون”، “البلابل”، و”آيت سوس”. كانت تلك الفرق تشهد على عطاءه اللامحدود وتفانيه في كل عرض موسيقي، كما كان يساهم في إثراء الساحة الفنية المحلية.

نوستالجيا لا تُنسى: تكريم "الحبيب الصالحي" رمز حي بوتشكات بأكادير - AgadirToday

اليوم، عندما نتحدث عن الحبيب الصالحي، لا نرى فقط لاعبًا أو موسيقيًا، بل نرى شخصًا ترك أثرًا عميقًا في كل من عرفه. واليوم أيضًا، يحق لنا أن نرفع القبعات لهذا الإنسان الذي يستحق كل التقدير والاحترام. هذا التكريم له هو مجرد تجسيد صغير لوفاء الحي له، ولتاريخ طويل من العطاء الذي لا يُنسى.

نتمنى من قلبنا أن يستمر الحبيب الصالحي في مسيرته الناجحة والمميزة، وأن ينعم بموفور الصحة والعافية، وأن يبقى دومًا منارة تلهم الأجيال القادمة. تحية احترام وتقدير لك، أبا الحبيب، ولكل ما قدمته لحي بوتشكات وأكادير عامة.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى