نسمات نيرودا في أحلام الأمازيغ جسر بين القارات في لحن سوس العالمة
في أمسية سحرية، حيث تلتقي الأنوار والأصوات لتنسج حكايةً آسرة، ولدت مسرحية “الفاكتور” من رحم الإبداع الأمازيغي. ففي هذا العرض الأول، الذي يُعد لوحة فنية زاهية الألوان، رسم المخرج يوبا أوبركا لوحةً بديعة جمع فيها بين سحر الشعر وتألق السينما، ليقدم لنا تجربةً فريدةً تستلهم روح الشاعر التشيلي بابلو نيرودا.
تتراقص الكلمات الأمازيغية كالفراشات الملونة على خشبة المسرح، حاملةً في طياتها قصصاً وأحلاماً، وتتداخل مع الرموز الثقافية التي تعكس عمق الهوية الأمازيغية. وفي هذا التناغم الساحر، يلتقي التراث العالمي بالأمازيغي في رحلة فنية آسرة، تجذب المشاهد إلى عالم من الجمال والإبداع.
بأسلوب شاعرٍ يترجم أحاسيسه إلى كلمات، وبنظرة مخرجٍ يرى العالم من زاوية فنية فريدة، قدم لنا يوبا أوبركا مسرحية “الفاكتور” كهدية ثمينة. ففي هذا العمل، الذي يلامس أعماق الروح، نجد أنفسنا نتجول في دهاليز ذاكرة الشاعر التشيلي بابلو نيرودا، ونكتشف أوجه الشبه بين تجربته وتجارب الإنسان الأمازيغي.
تتخطى المسرحية حدود اللغة والثقافة، لتصل إلى قلب المشاهد، وتثير فيه مشاعر الحب والحنين والأمل. ففي كل كلمة وكل حركة، نجد صدىً لأحلامنا وتطلعاتنا، ونشعر بأننا جزءٌ من هذه الحكاية الإنسانية العظيمة
في هذه التجربةٍ الجريئةٍ والمبتكرة، يقدم لنا يوبا أوبركا مسرحية “الفاكتور” كنافذةٍ جديدةٍ على عالم المسرح الأمازيغي. ففي هذا العمل، الذي يمزج بين التقاليد والحداثة، نجد أنفسنا أمام رؤية فنية مبتكرة، تتجاوز التوقعات وتفتح آفاقاً جديدة للإبداع.
تعتبر المسرحية نقلة نوعية في تاريخ المسرح الأمازيغي، حيث تجمع بين الشعر والحوار البسيط والعناصر الفنية المتنوعة، لتقدم لنا عملاً فنياً متكاملاً، يرضي ذوق عشاق المسرح من مختلف الأجيال
- عبد الكريم غيلان/ كاتب رأي
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News