المغرب اليوم

نساء تعاونيات أركان والقلق على مستقبلهن ومستقبل شجرة أركان

اختتم مؤخرا المعرض الدولي لأركان المنظم بأكادير بمناسبة اليوم العالمي لشجرة أركان، واذا كان الاحتفاء بهذه الشجرة العظيمة والمباركة يتطور بخطا رائدة ودينامية متطورة، إلا أن موضوع التطور له سلبيات على مسار نساء التعاونيات خاصة بعد الطفرة العالمية لزيت أركان ومشتقاتها العديدة وظهور كثير من المهتمين ولوبيات تسعى للإغتناء من الشجرة ومنتوجها على حساب نساء كفحن من أجل تنمية حياتهن من خلال عملهن في إطار تعاونيات وعملن على الحفاظ على الشجرة وتقاليد مناطق أركان.

سبب هذا الكلام هو ما شاهدناه وسمعناه من شهادات للعديد من العارضات وهن يتألمن من الوضع الجديد وقلقات على مستقبلهن ومستقبل تعاونياتهن ومستقبل شجرة أركان ومنتوجها.

وهذه شهادة لفاعل سياسي ومدني، حيث قال في حديث للموقع،  “خلال زيارتنا للمعرض المقام بمناسبة اليوم العالمي لشجرة الأركان بساحة الانبعاث بأكادير حاولت اقتناء لتر من زيت الأركان ، ورغم غلاء ثمنها (خمسمائة درهم للتر) قلت في نفسي تضامنا مع هؤلاء النساء المتعاونات سأقتني زيت الأركان تشجيعا ودعما لهن.”

و”عندما تجادبنا أطراف الحديث معهن، معظمهن قلقات على مستقبل تعاونياتهن والقطاع عموما لسبب واحد وهو احتكار المادة الأولية من طرف لوبي خطير يصول ويجول في الحقول وعند المنتجات والمنتجين ويضرب عرض الحائط بكل المجهود الذي تبدله الدولة لدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ودعم المرأة القروية خصوصا باعتبارها المحافظة على شجرة الأركان بل رمزها وبل أكثر من ذلك الحلقة الأهم في اعتراف الأمم المتحدة بالشجرة كموروث ثقافي لامادي.”

“لكن اليوم أمام هذا السكوت غير المفهوم من طرف الجميع ومعاناة المرأة القروية في صمت،  التي دفعنا  بها للخروج من  مجالها الحيوي حيث العمل والثقة والنشاط اليومي الذي ينتهي بالأهازيج، مع الجارات في فضاءات حميمية واجتماعية، دفعنا بها إلى أقفاص مغلقة(المعارض) تحس فيها بفقدان التعاون والحرية، فغاب النشاط وغابت البسمة وأصبحت نساء أركان كما أريد لهن عبارة عن إناء الحجر les esclaves de la pierre.”

“ماذا عسانا نفعل كمسؤولين وكمجتمع مدني مهتم بالتنمية المجالية والثقافية لإيقاف هذا العبث بتراثنا وموروثنا الثقافي الأصيل، وإيقاع التعاونيات في الإفلاس وقتل اقتصاد اجتماعي كان بالأمس حلا جديا وواقعيا بفضله عادت الحياة للقرية وأعادت المرأة إلى المدرسة وربت وكست ودرست جيلا بأكمله وغيرت نمط عيشها وعرفت ما يقع من حولها.”

“السؤال المطروح، يقول صاحبنا الفاعل المدني والسياسي في نهاية كلامه، ما محل كل المؤسسات المعنية بتنمية السلاسل وتنمية الأركان والفدراليات البيمهنية والجمعيات الحقوقية والمجتمع المدني من هذا كله ؟؟ لماذا هذا الصمت المخيف الذي يحك ضد النساء القرويات والتعاونيات وضد شجرة أركان؟؟؟”.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى