مهرجان تيميزار جعل من تيزنيت موطن صياغة الفضة الأصيلة بتصاميم رفيعة
- بقلم عبد العزيز الابيض
“الصياغة الفضية هوية ابداع وتنمية” شعار مهرجان تيمزارت في دورته العشر الماضية المقامة بمدينة تيزنيت موطن الفضة الأصيلة والصياغة الرفيعة هذه المدينة التي تحافظ على عهد الحرفيين الأوائل في صناعة الفضة ضمن هذا المهرجان. فتقيم للحلي عرسا تقليديا تتباهى به المرأة من ابتكار وابداع وتدعم الصناعة التقليدية من عشاق بلدها و من سياح العالم وبفضل هذا الجوهر الفضي وضعت السلطنة لهذه المدينة ان تكون عاصمة للفضة.
وتتويجا لعشرية مهرجان «تيميزار» للفضة بتيزنيت، واحتفاء بعشرسنوات من العمل الجاد خدمة لعدد من الحرف بتيزنيت .
مدينة الفضة مجمع من الإبداعات ذات الذوق الرفيع التي تمزج أكثر الابتكارات الجمالية جرأة بطابع فضي تقليدي ساحر وحلي اخاذ.
الصياغة الفضية التي تميزت بجودتها ومهارات صائغيها، والتي أصبحت إحدى دعائم الصناعة التقليدية المغربية التي بوأت المدينة السلطانية عاصمة الفضة تيزنيت المكانة المرموقة ، ساهم مهرجان «تيميزار» للفضة بتيزنيت في عشر دوراته التعريف بالمنتوج المحلي لصناعة الفضة على المستوى المحلي والوطني والدولي، وتشجيع الحرف اليدوية المحلية، خاصة صياغة الفضة،
التي تعتبر موروثا تاريخيا وحضاريا، ورمزا لقيمها الجمالية والإبداع بالمنطقة، ورافدا تنمويا يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية، إلى جانب تعزيز الأنشطة السياحية والثقافية، من خلال معرض لمجوهرات الفضة وباقي الحرف اليدوية التي تزخر بها المدينة والاقليم، بساحة المشور التاريخية بمشاركة صناع وعارضين من داخل المغرب وخارجه، إضافة الى ورشات تساهم في التعريف بالتقنيات المستعملة في الصياغة الفضية، ومعرض مواز للمنتوجات المحلية والصناعة التقليدية بساحة حديقة الأمير مولاي عبد الله يضم عددا من المعروضات الخزفية والزرابي والمصنوعات الجلدية وغيرها.
ولتثمين الصياغة الفضية باعتبارها ثروة محلية ووطنية، من خلال إبراز ما تزخر به السوق المحلية من منتوجات متنوعة ذات جودة عالية، مع إبراز إبداعات الصناع التقليديين ومصوغاتهم مكنهم من نسج علاقات مع مهنيي القطاع والبحث عن أسواق جديدة. وعليه أقدمت ادراة المهرجان في كل النسخ على تنظيم دورات تكوينية في العديد من التقنيات المعتمدة عالميا في الصياغة وسبل تسويق المنتوج واستيعاب مفهوم التسويق بأساليب تحديد حاجيات الزبناء وتعليم مهارات جديدة وتطويرها في مجال التسويق الرقمي.
وسيرا على عادة المهرجان، الذي سبق أن عرض في حفل الافتتاح للدورات الماضية، يرفع الستار على آخر إبداعات الصاغة بعرض مفاجأة خاصة بكل دورة خلال حفل الافتتاح الرسمي للتظاهرة، بإبداعات أنامل أمهر الصائغين بتيزنيت.ومنها أكبر خنجر من الفضة، وأكبر قفطان مرصع بالفضة، وأكبر “خلالة”، وأكبر مفتاح وباب مصنوعين من الفضة الخالصة والحزام الفضي “المضمة “وغيرها، معتمدين على العديد من التقنيات التقليدية والعصرية في صياغة الفضة لإنتاج هذه التحف الرائعة الصنع.
وكموعد سنوي خلال فصل الصيف تعرف المدينة توافد هائل للزوار من داخل المغرب وخارجه، يتزامن مع توافد أعداد كبيرة من الجالية المغربية من مغاربة العالم والسياح الأجانب ومن مختلف المدن المغربية من البغاز الى الصحراء المغربية. مؤشر يحفز المنظمون على تطوير ادائهم المهني بكل احترافية لضمان استمرار هذه التظاهرة الأولى في المغرب التي تهتم بالصناعة التقليدية، والعمل على وضع برنامج متكامل يشمل الشق الثقافي والمهني والفني والتراثي من خلال تنظيم سهرات فنية وعروض للفروسية التقليدية وندوات فكرية وعروض للأزياء.
ففي كل دورة سهرات مهرجان “تيميزار للفضة”، يحضروها ألمع النجوم الاغنية على الساحة الفنية المحلية والوطنية، تصدح من خلالها الموسيقى بأنواعها المختلفة بمنصة تيمزار، يلتئم من خلالها عدد من الفنانين المغاربة مع عشاق فنهم و استمتاع الجمهور بوصلاتهم الغنائية.
كما للثقافة نصيب من المهرجان وخلال الدورة العاشرة تم تقديم كتاب، يعتبر منجزا علميا جامعا لأشغال الشق الثقافي-العلمي لمختلف دورات المهرجان. يهدف هذا العمل إلى تحقيق التراكم المعرفي الهادف والمتميز لأعمال باحثين أكاديميين، مع عزم إدارة المهرجان على استدامة هذا التقليد وترسيخه حفظا وصونا لذاكرة المهرجان.
واستطاع مهرجان الفضة من ابراز مجموعة من التقنيات السائرة في طريق الانقراض والعمل على الحفاظ عليها كتقنيات “النيال الأسود” بانتاج فلم وثائقي عن هده التقنية كما سجلت لجنة التراث في العالم الاسلامي بالايسيسكو تقنيات الطلاء الزجاجي ضمن قائمتها الخاصة بالتراث العالمي الاسلامي باسم المغرب باتعبارها حرفة معقدة للغاية يتطلب من ممارسيها معرفة متعمقة وحنكة فريدة .
وباعتبار الفروسية التقليدية جزء لا يتجزأ من التراث المغربي الأصيل. بتقاليدها المتميزة الممتدة عبر قرون من الزمن. تبرمج إدارة المهرجان عروض الفروسية التقليدية بمحرك شارع 30 وتعد الفروسية من الفنون الرمزية والثقافية التي تحمل قيمًا عميقة وتعكس الشهامة والشجاعة والتراث الحربي للمغرب وفرجة جماعية و مناسبة مهمة ومحبوبة لدى ضيوف المهرجان وساكنة الإقليم، حيث يجتمع الفرسان لتقديم عروض مثيرة وممتعة. نصيب تيزنيت منها كما نصيب مختلف المناطق والمدن المغربية. باعتباره فن من الفنون الفورجة يكاد يكون العلامة المميزة لكل الدورات ، خاصة أنه يختلط بكثير من الطقوس الطافحة بالرموز والدلالات التراثية العميقة.
وبرؤية إبداعية يشارك مصممو الأزياء كل سنة بعمل متفرد باعتبار الأزياء التقليدية مصدراً وثائقياً، يعكس مظهراً من مظاهر الحياة التقليدية لأي شعب من الشعوب، وعنصراً مهماً من عناصر التراث المادي المغربي الامازيغي، يعبر عن جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، كما أنه وسيلة من وسائل التعرف على فنون المجتمع.
وفي ختام كل دورة من دورات مهرجان تيميزار ينظم عرض للأزياء التقليدية المغربية يحظى الزي الامازيغية فيه بأهمية كبيرة من الناحية التراثية، خاصة في ظل تنوعه عبر القرون الماضية بين الأمازيغية الأندلسية والإسلامية.
لقد اصبح مهرجان “تيميزار” للفضة بمدينة تيزنيت نموذج يحتذى به في كل الأقطاب من حيث التنظيم والبرمجة فهو المنظم بشراكة مع مصالح وزارة الداخلية ، وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ، ومجلس جهة سوس ماسة ، والمجلسين الجماعي والإقليمي لتيزنيت ، وغرفة الصناعة التقليدية الجهوية ، ومؤسسة “دار الصانع ” .
كل الشركاء امنوا بنجاح عملهم من خلال كل المبادرات القيمة والتطلعات التي يسعى اليها المهرجان لكسب رهانها ،كسبيل لاستقطاب أزيد من 20 دولة مشاركة في السنوات المقبلة، بهدف تحويل مهرجان تيميزار إلى أكبر معرض دولي للفضة.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News