الثقافة

منظمو ربيع المسرح بمدينة تارودانت يتجاهلون الأمازيغية لغة وثقافة ..

من المؤلم أن يستمر مهرجان “ربيع المسرح” بتارودانت، المدينة المتجذرة في اللسان والثقافة الأمازيغية، في تغييب شبه كامل للغة الأمازيغية، سواء في لافتاته وملصقاته أو في برمجته الفنية. هذا الإقصاء يوحي وكأن الأمازيغية لغة غير معترف بها، رغم أنها مُدرجة بوضوح كلغة رسمية في دستور المملكة (الفصل 5)، ورغم التوجيهات الوطنية الصريحة التي تدعو إلى إدماجها في الفضاء العمومي، بما في ذلك المجال الثقافي والفني.

وليس تغييب اللغة وحده ما يثير الاستغراب، بل أيضًا الغياب التام للفنانين الأمازيغ من برمجة المهرجان، وكأن المسرح الأمازيغي لا وجود له، أو لا يستحق مساحة ضمن هذه التظاهرة. وهذا، في مدينة ناطقة بالأمازيغية، عامرة بمواهب إبداعية تشق طريقها رغم كل العراقيل، يُعد مفارقة غير مفهومة، بل ومجحفة.

إن استمرار هذا الإقصاء، في الشكل والمضمون، لا يمكن اعتباره مجرد خلل في التنظيم، بل يعكس موقفًا ضمنيًا من قيم التعدد والانفتاح الثقافي، ويُشكل انتقاصًا من كرامة شريحة واسعة من المواطنين الذين تُشكّل الأمازيغية لغتهم الأم وفضاءهم الثقافي الطبيعي.

ندعو إدارة المهرجان، والجهات الراعية له، إلى تصحيح هذا المسار، وإلى ضمان حضور متوازن ومنصف للأمازيغية، لغة وفنًّا، بما يعزز مبدأ العدالة الثقافية والمواطنة الكاملة.

  • توقيع حسن أيت بلا
          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى