العالم اليوم

ملف: الانتخابات الرئاسية الجزائرية، من هم المرشحون وما هي برامجهم؟

الجزائر على موعد في 7 سبتمبر المقبل مع الانتخابات الرئاسية. وهي ثاني انتخابات رئاسية بعد الحراك الذي دام سنتين تقريبا والذي شهد خروج ملايين الجزائريين إلى الشوارع كل يوم جمعة للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام.

يتنافس ثلاثة مرشحين في السباق لقصر “المرادية” الرئاسي الواقع في أعالي الجزائر العاصمة.

من بينهم الرئيس عبد المجيد تبون الذي يرشح نفسه بصفة “مستقل” لولاية ثانية.

ويوسف أوشيش، الأمين العام لحزب جبهة القوى الاشتراكية. وهو أقدم حزب معارض في الجزائر أسسه أحد زعماء الثورة الجزائرية حسين آيت أحمد في 1963.

وعبد العالي حساني شريف، رئيس حزب مجتمع السلم الإسلامي الملقب بـ”حمس” والذي يعد أيضا من بين أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر ذات التوجه الديني الإخواني.

شخصيات أخرى معروفة على الساحة الجزائرية قدمت ملفاتها للترشح قبل أن ينسحب بعضها ورفضت أخرى من قبل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لأسباب “إدارية” أو اعتبارها غير كاملة بعض ملفات الترشيح.

من بين هذه الشخصيات المحامية زبيدة عسول التي كانت ناشطة خلال الحراك الجزائري حيث دافعت عن العديد من المناضلين الموقوفين بسبب مشاركتهم في المسيرات الاحتجاجية.

من أجل الفوز في 2019 بعدما لعبت دورا بارزا في محاربة الفساد في عهد الرئيس بوتفليقة.

ما جعلها تتعرض إلى مضايقات قضائية وتغادر الجزائر عدة المرات.

فمن بين 16 شخصا قدموا ترشحهم، لم يتبق سوى ثلاثة. فمن هم؟

ملف: الانتخابات الرئاسية الجزائرية، من هم المرشحون وما هي برامجهم؟ - AgadirToday

1. عبد المجيد تبون… الطموح لولاية رئاسية ثانية

عبد المجيد تبون هو الرئيس الحالي للجزائر، حيث تولى منصبه في ديسمبر 2019 . قبل أن يصبح رئيسًا، شغل عدة مناصب وزارية، بما في ذلك وزير السكن والعمران ووزير الاتصال، وُلد في 17 نوفمبر 1945 في مدينة المشرية بولاية النعامة.

عبد المجيد تبون له مسار سياسي طويل. بدأ مسيرته المهنية كإداري في ولاية بشار بعد تخرجه من المدرسة الوطنية للإدارة عام 1969، حيث تخصص في الاقتصاد والمالية. بعد أداء الخدمة الوطنية، شغل عدة مناصب إدارية في ولايات مختلفة مثل الجلفة، أدرار، باتنة، والمسيلة.

في عام 1991، تم تعيينه وزيرًا منتدبًا مكلفًا بالجماعات المحلية، ثم وزيرًا للاتصال والثقافة في عام 1999. شغل أيضًا منصب وزير السكن والعمران في عدة حكومات، حيث أطلق صيغة “عدل 2” لتسهيل الحصول على السكن.

في مايو 2017، تم تعيينه وزيرًا أول (رئيس وزراء) لفترة قصيرة قبل أن يتم إعفاؤه في غشت من نفس العام. في ديسمبر 2019، فاز في الانتخابات الرئاسية ليصبح رئيسًا للجزائر، حيث حصل على 58% من الأصوات.

ملف: الانتخابات الرئاسية الجزائرية، من هم المرشحون وما هي برامجهم؟ - AgadirToday

2. يوسف أوشيش… الشاب الذي يريد بناء دولة المؤسسات.

يوسف أوشيش هو سياسي جزائري وُلد في 29 يناير 1983 في بوغني. يشغل منصب السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية منذ 16 يوليو 2020 .

بدأ مسيرته السياسية في سن مبكرة، حيث انضم إلى جبهة القوى الاشتراكية في سن 19 عامًا. بعد تخرجه من جامعة الجزائر بشهادة في العلوم السياسية، عمل كصحفي في الصحافة المكتوبة من 2008 إلى 2012، ثم كملحق برلماني من 2012 إلى 2017 . في نوفمبر 2017، انتُخب رئيسًا للمجلس الشعبي الولائي لولاية تيزي وزو، وأصبح أصغر رئيس مجلس شعبي ولائي على المستوى الوطني.

في 5 فبراير 2022، انتُخب عضوًا في مجلس الأمة. يوسف أوشيش معروف بنشاطه السياسي والنقابي، وقد دعا إلى عقد مؤتمر وطني يجمع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين في البلاد للاتفاق على حل سياسي ودائم للأزمة السياسية في الجزائر.

“رؤية للغد” هو عنوان برنامجه الانتخابي. يريد من خلاله كسر “الجمود السياسي” الذي يتسم به الوضع في الجزائر وفق رأيه.

ترشح يوسف أوشيش من أجل “فرض نظرة جديدة وإصلاح الوضع العام سواء كان سياسيا أو مؤسساتيا” كما قال خلال حوار تلفزيوني بالجزائر.

هدفه من خلال مشاركته في الانتخابات الرئاسية هو “بناء قطب سياسي ديمقراطي تقدمي يحمل رؤية مغايرة لما هو سائد حاليا”.

ويرى أنه رغم المناخ الذي لا يشجع لإجراء انتخابات رئاسية حسب تقييمه للوضع، إلا أن حزب القوى الاشتراكية قرر المضي قدما في المشاركة فيها.

يدافع أوشيش على منهج الاشتراكية الذي “يأخذ بعين الاعتبار مبدأ اقتصاد السوق وجميع التحولات التي يشهدها العالم”.

فيما يسعى عبر مشاركته أيضا إلى “تغيير طبيعة النظام في الجزائر لكن بطريقة سلمية وسلسة وعبر اجماع الجزائريين كلهم حول القضايا الحساسة وفي مقدمتها الأمن الوطني”.

يدافع أوشيش على نظام شبه رئاسي ذي توجه برلماني. عكس ما هو حاليا حيث يعتبر بعض السياسيين والمراقبين أن الرئيس يحتكر جميع الصلاحيات.

كما التزم في حال فاز في 7 سبتمبر/أيلول المقبل بتنظيم انتخابات عامة في السداسي الأول من 2025 وإصلاح الدستور لتأطير وتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية عبر تنظيم استفتاء شعبي.

يؤكد يوسف أوشيش وجود سجناء سياسيين ورأي في الجزائر وهو ما ينفيه عبد المجيد تبون. كما يدعو إلى إطلاق سراحهم كإجراء “لتهدئة الوضع العام وبناء الطمأنينة على مستوى المجتمع الجزائري”.

على المستوى الاقتصادي، يريد أوشيش القضاء على “اقتصاد البازار” كما يقول وتنظيم الاقتصاد الجزائري على أساس “علمي”.

كما ينوي في حال فاز بالانتخابات الرئاسية تقديم منحة للنساء اللواتي لا يعملن ويعتنين بشؤون البيت ورفع الحد الأدنى من الأجور، إضافة إلى إجراءات اجتماعية أخرى تجاه العاطلين عن العمل.

يسعى إلى تمويل كل هذه الإجراءات عبر تخصيص نسبة من الجباية البترولية ورفع التحصيل الجبائي من 3200 مليار دينار حاليا إلى غاية 7500 مليار دينار جزائري.

ويعول أيضا أوشيش على إشراك الشباب في إدارة شؤون الجزائر “لصنع التغيير الحقيقي” حسب قوله.

كما يطالب بإعادة التقييم الجذري للعلاقات الجزائرية مع الدولة الفرنسية حسب مبادئ “الندية” و”رابح رابح” في التعامل والاحترام المتبادل. وبلورة سياسة خارجية تكون “أكثر هجومية” من تلك التي يتبعها المرشح عبد المجيد تبون “لصالح المصلحة الوطنية” وليس من أجل “الاعتداء على الأخرين” كما قال.

ومن بين الإجراءات الأولية التي يتعهد باتخاذها في هذا المجال، إعادة النظر في اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.

ملف: الانتخابات الرئاسية الجزائرية، من هم المرشحون وما هي برامجهم؟ - AgadirToday

3. عبد العالي حساني شريف… هل يملك “فرصة”؟

عبد العالي حساني شريف هو سياسي جزائري وُلد في 1 نوفمبر 1966 في ولاية المسيلة. يشغل حاليًا منصب رئيس حركة مجتمع السلم (حمس) منذ عام 2023، وهو مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية الجزائرية لعام 2024.

بدأ مسيرته المهنية كمهندس دولة في الهندسة المدنية بعد تخرجه من جامعة محمد بوضياف بالمسيلة عام 1992، وحصل لاحقًا على شهادة ليسانس في العلوم القانونية والإدارية عام 2004 . شغل عدة مناصب إدارية وسياسية، بما في ذلك نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي بالمسيلة ونائب في المجلس الشعبي الوطني من 2007 إلى 2012 .

عبد العالي حساني شريف معروف بنهجه الوسطي والدعوة إلى الحوار كوسيلة لحل الأزمات. يهدف من خلال برنامجه الانتخابي إلى بناء جزائر قوية ومزدهرة، ويرفع شعار “فرصة” في حملته الانتخابية.

هذا المرشح غير معروف كثيرا في المشهد السياسي الجزائري كونه لم يلعب أدوارا بارزة فيه.

فهو يدافع عن السوق الحرة وتأسيس ما سماه بالصرافة الإسلامية مع فتح بنوك إسلامية في جميع مناطق الوطن.

برنامجه الاقتصادي يرتكز على المنافسة “الشريفة” مع حماية الطبقات الفقيرة والمتوسطة. لقب برنامجه الانتخابي باسم “فرصة”.

ومن بين تعهداته السياسية، إصلاح دستوري وقانوني لبيئة الحكم تمر عبر دسترة تجريم الاعتداء على الحريات المنصوص عليها قانونيا وتوسيع الدور الرقابي للبرلمان، إضافة إلى إصلاح مؤسساتي يعمق دولة الحق والقانون.

في مجال الاقتصاد، ينوي هذا المرشح صاحب التوجه الإسلامي تشجيع الصرافة الإسلامية على طريقة الإخوان المسلمين.

ورغم امتلاك الإسلاميين قاعدة انتخابية قوية في الجزائر، إلا أن حظوظ عبد العالي حساني شريف بالفوز بالانتخابات الرئاسية ضعيفة جدا.

فهو غير متعود على تسيير أمور الدولة وغير معروف من قبل غالبية الجزائريين، لا سيما الخارجين عن قاعدة الإسلاميين.

خاتمة:

وفي غياب استطلاعات للرأي، يرجح العديد من المراقبين للسياسة الجزائرية بأن المرشح عبد المجيد تبون هو الذي سيفوز بالانتخابات الرئاسية بدون منازع كونه يلقى دعم المؤسسة العسكرية والإدارة الجزائرية العميقة.

هذا هو السيناريو الذي ستكتبه هذه الانتخابات.0

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى