الثقافة

مكناس:  تنظيم ندوة ” الذاكرة والهجرة في العالم المعاصر: البناء والانتقال بين الأجيال”..

احتفاء باليوم العالمي للمهاجرين الذي يصادف 18 دجنبر من كل سنة، تحتضن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس الدورة الحادية عشرة من ندوتها العلمية حول موضوع « الذاكرة والهجرة في العالم المعاصر: البناء والانتقال بين الأجيال“، وذلك يوم الاثنين 16 دجنبر 2024 بقاعة الندوات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس.

وتأتي هذه التظاهرة العلمية الحادية عشرة ( التي دأبنا على تنظيمها كل سنة منذ عام 2013) في سياق الاحتفاء باليوم الدولي للمهاجرين الذي يصادف 18 دجنبر من كل عام، والذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 4 دجنبر عام 2000 ( القرار رقم 45/93)، كما إعتمدت الاتفتقية الدولية لحماية جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم (القرار رقم 158/45).

كما نستحظر بنفس المناسبة، احتفال العالم بالذكرى الـ 76 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الانسان، الذي يصادف 10 دجنبر من كل سنة، من أجل حماية المهاجرين، واحترام حقوقهم وضمان سلامتهم.

وفي هذا السياق، وفي ضوء ما تشهده قضية الهجرة على المستويين العالمي والوطني من تحولات جذرية، ومن طابع حركي دائم ومستمر؛ وانطلاقا من المسارات والتفاعلات والعلائق التي نسجت خيوطها خلال أزيد من قرن، ونتجت عنها سير، وقصص، وروايات..

خلقت ذاكرة جماعية أسهمت في تطوير المجتمعات، تأتي هذه التظاهرة العلمية إسهاما منها في الوفاء للذاكرة الجماعية للمهاجرين ولذاكرة مغاربة العالم كذلك، ومساهماتهم كعناصر فاعلة في التغيير، والاقتصاد، والتقدم الاجتماعي.

ولا مبالغة حين نقول إن العديد من الدراسات حول الذاكرة والهجرة، باتت تشمل في الوقت الراهن مجموعة واسعة من التخصصات والمجالات، بما في ذلك التاريخ، والديموغرافيا، والجغرافيا، والعلوم السياسية، والقانون، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، وعلم النفس، والأدب، والثقافة والفنون، بالإضافة إلى أعمال متخصصين في علم المتاحف، والأرشفة، والوسائط السمعية والبصرية، وكذلك أنشطة الفاعلين الجمعويين.

ويعتبر هذا التطور الذي عرفته الذاكرة- بوصفها رابطًا بين الفرد وثقافته، وبلده الأصلي أو بلد الاستقبال، وأسرته، وحيه، ومكان عمله، تطورا مهما، لما تلعبه من دور أساسي في فهم قصص الهجرة وسير المهاجرين: كيف تؤثر على هوية المهاجر، وعلى العلاقات بين الثقافات، وكيف يتم الحفاظ عليها ونقلها من جيل إلى آخر، من ماضٍ يفرق إلى حاضر يجمع.

في هذه الندوة الحادية عشرة، ينكب الباحثون والممارسون، على موضوعات الذاكرة والهجرة لفهم تجارب المهاجرين بشكل أعمق، واستيعاب التنوع الثقافي، وعقبات الاندماج، والهوية الثقافية، وتأثيرات الهجرة على المجتمعات الأصلية ودول الاستقبال. وتُعد روايات الهجرة، سواء كانت شخصية أو جماعية، ضرورية للحفاظ على تاريخ البشرية وتعزيز الحوار بين الثقافات في عالم يشهد عولمة متسارعة في فعلها وتفاعلها. وبذلك، لم يعد المهاجر موضوعً يثير إهتمام الباحثين فقط (نظرا للتراكم الذي تحقق داخل العلوم الإنسانية والاجتماعية)، بل شهد البحث العلمي في العقود الأخيرة طفرة نوعية غير مسبوقة، بوأت الذاكرة الفردية والجماعية مكانة رفيعة لدى الأوساط العلمية والأكاديمية، باعتبا رها ظاهرة مجتمعية، وليست مجرد إرث بيولوجي.

من جهة أخرى، تعتبر هذه الندوة حول الذاكرة والهجرة، منصة متعددة التخصصات تهدف إلى استكشاف تعقيدات قصص الهجرة وتفاعلها مع الذاكرة الفردية والجماعية والإقليمية والوطنية. وسيتناول المشاركون خلالها، كيفية فهم هذه القصص، و كيف يحافظ الأفراد والمجتمعات على ذاكرتهم وينقلونها في ظل حركات الهجرة التي غالبًا ما تكون معقدة وصادمة. وستتناول المداخلات أيضًا، كيفية تأثير الذاكرة على الاندماج، والهوية، وبناء الشتات، والسياسات المتعلقة بالهجرة في دول الاستقبال.

ستغطي العروض مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك تأثير الذاكرة على تجارب المهاجرين، وآليات الحفاظ على الذاكرة وانصافها، في سياقات هجرة متنوعة، وروايات الهجرة من خلال الأدب والفنون البصرية وغيرها من أشكال التعبير الفني، إضافة إلى الابتكارات التكنولوجية التي تُسهم في توثيق هذه الروايات ومشاركتها.

كما تهدف النسخة الحادية عشرة لهذا المؤتمر، إلى:

• تعزيز الحوار بين الثقافات للإنصاف والمصالحة بين التاريخ وذاكرة الهجرة.
• تشجيع ودعم المشاريع البحثية المشتركة لفهم أعمق.
• الاحتفاء بالتنوع الثقافي والمساهمة في الحفاظ على روايات الهجرة ونقلها عبر الأجيال.
• توعية الفاعلين والمؤسسات المعنية بقضايا الهجرة بشأن إشكالية ذاكرة الهجرة وتعقيداتها.

خلال هذه الندوة، سيتم تكريم الأستاذ الباحث والخبير الدولي في الهجرة د. محمد خشاني، على حضوره المتميز بدراساته وأبحاثه العلمية في ميدان الهجرة خلال عقود من الزمن، والذي سيتسلم النسخة الثالثة ل”جائزة نور الدين هرامي للبحث والدراسات في ميدان الهجرة”.

  • المصطفى المريزق،
    أستاذ باحث في الهجرة بجامعة مولاي إسماعيل-مكناس، منسق الندوة الحادية عشرة
          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى