العالم اليوم

مفاجأة علمية: الجينات تعيد رسم الرابط بين مصر القديمة والأمازيغ في شمال إفريقيا..

كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة جينية بين قدماء المصريين والأمازيغ في شمال إفريقيا.

في إنجاز علمي هو الأول من نوعه، نجح باحثون من معهد فرانسيس كريك وجامعة ليفربول جون مورز في استخراج أول تسلسل كامل للحمض النووي من بقايا إنسان مصري عاش قبل نحو 4500 إلى 4800 عام، أي في فترة بناء أولى الأهرامات.

ووفقًا للدراسة التي نُشرت بتاريخ 2 يوليو/تموز في مجلة Nature العلمية، تُشكّل هذه النتيجة لحظة فارقة في فهم التاريخ الوراثي لمصر القديمة، وتُسلّط الضوء على جذورها الثقافية والإنسانية.

هذا التسلسل الجيني يُعد الأول من نوعه الذي يتم استخراجه بنجاح من رفات تعود إلى مصر القديمة، ويأتي بعد أكثر من أربعين عامًا من محاولات العلماء غير الناجحة لاستخلاص الحمض النووي من المومياوات المصرية، بسبب طبيعة المناخ الحار والجاف الذي لا يحافظ على المادة الوراثية بسهولة.

عينات من حقبة انتقالية

تعود العينات إلى شخص دُفن في قرية النويرات بمحافظة سوهاج في صعيد مصر، على بُعد نحو 265 كيلومترًا جنوب القاهرة.

وبحسب الباحثة الرئيسية في الدراسة، أديلين موريس جاكوبز، المتخصصة في الأنثروبولوجيا البيولوجية وعلم الوراثة السكانية في جامعة ليفربول جون مورز، فقد تم استخراج الحمض النووي من سنّ هذا الشخص الذي عاش في فترة انتقالية من التاريخ المصري، بين العصر العتيق وبداية الدولة القديمة، أي قبل أن تصبح عمليات التحنيط ممارسة شائعة، وهو ما ساعد على الحفاظ على الحمض النووي بحالة استثنائية.

الأصول الجينية: أمازيغية شمال إفريقية

أظهرت نتائج التحليل أن نحو 80% من الأصول الجينية لهذا الفرد تعود إلى سكان شمال إفريقيا الأمازيغ، بينما تعود النسبة المتبقية (20%) إلى سكان منطقة الهلال الخصيب، وتحديدًا إلى منطقة بلاد ما بين النهرين، ما يُعرف اليوم بجمهورية العراق.

وتُعدّ هذه الدراسة أول دليل جيني مباشر يُظهر بشكل واضح ارتباط مصر القديمة بالسكان الأصليين لشمال إفريقيا، ويُعزّز من الفرضية القائلة إن الحضارة المصرية كانت أمازيغية الجذور من الناحية الجينية.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى