المجتمع

مصابون بأمراض مزمنة يرفضون الترخيص ويصرون على الصيام في شهر رمضان

  • الكاتب : محمد شروق//

مصابون بأمراض مزمنة يرفضون الترخيص ويصرون على الصيام في شهر رمضان - AgadirToday

مع‭ ‬إطلالة‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬يعود‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬إصرار‭ ‬المسنين‭ ‬والمصابين‭ ‬بأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬على‭ ‬الصيام‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬ممنوعون‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بموجب‭ ‬تعليمات‭ ‬صارمة‭ ‬من‭ ‬أطبائهم،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬تعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭.‬

هؤلاء‭ ‬المسنون‭ ‬والمرضى‭ ‬يغامرون‭ ‬بحياتهم‭ ‬مما‭ ‬يدفع ‬الأطباء‭ ‬والمختصين‭ ‬إلى‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬عائلاتهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مرافقتهم‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬ودفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الإفطار‭ ‬المرخص.
‭ ‬
وليس‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬يشهد‭ ‬توافدا‭ ‬ملحوظا‭ ‬على‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمصحات‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى،‭ ‬ويكون‭ ‬أغلبهم‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬استعجالية‭ ‬بسبب‭ ‬تعقيدات‭ ‬صحية‭ ‬نظرا‭ ‬لإصرارهم‭ ‬على‭ ‬الصيام‭.‬

وقد‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬عادة؛‭ ‬هو‭ ‬تمدد‭ ‬في‭ ‬الشرايين،‭ ‬ويموت‭ ‬بعضهم‭ ‬بسكتة‭ ‬قلبية،‭ ‬وبجفاف‭ ‬الأملاح‭ ‬والسوائل،‭ ‬كما‭ ‬تصل‭ ‬التعقيدات‭ ‬عند‭ ‬البعض‭ ‬للتعرض‭ ‬لعجز‭ ‬كلوي‭ ‬خطير‭ ‬بسبب‭ ‬الصوم‭ ‬لفترات‭ ‬وساعات‭ ‬طويلة‭.‬

ورغم‭ ‬الحملات‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬لفئات‭ ‬مستهدفة‭ ‬مثل‭ ‬مرضى‭ ‬السكري،‭ ‬فإن‭ ‬الإصرار‭ ‬يظل‭ ‬سيد‭ ‬الموقف،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬أئمة‭ ‬المساجد‭ ‬يؤكدون‭ ‬على‭ ‬الرخصة‭ ‬الشرعية‭ ‬للمرضى‭ ‬بالإفطار‭ ‬في‭ ‬خطبة‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭.‬

وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬يقصدون‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأئمة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬تفسيرات‭ ‬وفتاوى‭ ‬حول‭ ‬رخص‭ ‬أطبائهم‭ ‬التي‭ ‬تجيز‭ ‬لهم‭ ‬عدم‭ ‬الصوم‭ ‬خلال‭ ‬رمضان،‭ ‬ولكن‭ ‬الأئمة‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬يوضحون‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬أدرى‭ ‬بالحالة‭ ‬الصحية‭ ‬لمريضه،‭ ‬وعليه‭ ‬فهو‭ ‬الذي‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬ذلك،‭ ‬ولا‭ ‬يحق‭ ‬لأي‭ ‬إمام‭ ‬أن‭ ‬يشكك‭ ‬في‭ ‬رخص‭ ‬الأطباء‭ ‬المختصين‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعدم‭ ‬الصوم‭.‬

ويعود‭ ‬هذا‭ ‬الإلحاح‭ ‬على‭ ‬الصيام‭ ‬إلى‭ ‬أسباب‭ ‬مختلفة، ‬أهمها‭ ‬سبب‭ ‬نفسي‭ ‬لأن‭ ‬المريض‭ ‬يشعر‭ ‬بالعجز‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بعمل‭ ‬ديني؛‭ ‬غيره‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬فعله،‭ ‬وهو‭ ‬جاهل‭ ‬أنه‭ ‬يدفع‭ ‬بنفسه‭ ‬إلى‭ ‬التهلكة‭ ‬رغم‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬شرعي‭ ‬وطبي‭.‬

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى