الرياضة

مسارات إنسانية لأسماء بصمت ذاكرتنا الريّاضيّة بإنزكان

بقدر ما تتسارع الأحداث في في هذا الزمن الآني وينفلت فيه العمر من بين أيدينا رويدا رويدا، تنتصب الذاكرة الحية فينا شراع أمن وتصالح مع أنفسنا ومع كل الذين تقاطعت مسالك دروبهم معنا، وبصموا حياتنا بشكل مباشر أو غير مباشر وكانوا سببا في ادراكنا لماهية وجودنا وسبل انفلاتنا من انجرافات و إغراءات ما هو يوميّ بحمولاته الإنحرافية أحايين كثيرة.
هي الذاكرة نفسها اليوم التي دفعت ببعضنا العودة إليها للالتقاء من جديد بكل الذين احتضنونا وربتوا يوما على أكتافنا وعلمونا كيف نتفاعل مع كل شيء من حولنا؟
بهذا المعنى والهدف النبيل انتبهت بشكل ذكي جمعية قدماء فتح إنزگان إلى إعادة الاعتبار للذاكرة الرياضية بالمدينة من خلال استحضار مسارات إنسانية لاسماء بصمت بشكل أخلاقي هذه الذاكرة وبأثر جد إيجابي على أجيال براعم وشباب..
كان ملعب بكريم الصحيبي صببحة الأحد منصة إعادة تشكيل عناصر هذه الذاكرة موضوعاً للقاءات قصيرة زمنيّاً وعميقة وجدانية.. بنفس الشكر والعرفان والتقدير لاسماء بقيت خالدة ومقاومة لكل أشكال التعرية أو النسيان..
وهل ينسىى من التقطوا شرارة شغبنا الحياتي والابداعي الرياضي في البيت والمدرسة والشارع ليرسموا لنا وسط العتمة طريق النور إلى ذواتنا، إما بنصح هادف، أو بكلمة محفزة وأحيانا بحركة رضا حتى نثق أكثر في قدراتنا!
وهل ينسى من بصموا حياتنا السلوكية ونحن يافعين شباب بطيبتهم وبسمة عفويتهم وصدقيتهم في الفعل قبل القول..
هي القيم المشتركة بين هذه الأسماء المحتفى بهم صبيحة الأحد المنصرم.
السيد سي على أكيزرل الحارس الأمين والأب الرحيم والصامت الحكيم.
الاعب السيد لحسن حبوش ( هوف) المبتسم دائماً والمطوع دوماً في خدمة الآخر والجماعة والمسير المربّي في تفضيل التحصيل الدراسي على التقنية الكروية داخل فريقه..
السيد احمد الفايز مصور ومؤرخ هذه الذاكرة الرياضية.. وملتقط لأجمل صورنا وحفلات انشطتنا.
هم ثلاث اسماء.. هل من الصدفة أن يكرموا في لحظة واحدة.. ام ان السر في المشترك الأخلاقي والتشابه الروحي بينهم..
والشهادة لله.. ان لا مرة واحدة سمعنا صراخهم أبداً..
أو سرقت أذننا يوما شتيمة اونميمة تسربت من افواههم في حق الغائبين منّا.
هي اسماء بعناوين الصدق والوفاء.. وبروح عالية من الطيبوبة والتودد والإخاء
أسماء تلبس الصمت وقت الغضب وتخلع الحقد وقت العفو والتسامح والإخاء
وجوه باسمة… طيبة.. وخدومة حد انها ناسية حق النفس على النفس..
تلك هي القيم التي تمنيت ان يلتقطها حفل التكريم والعرفان من خلال اقتراح تصورآخر من حيث التنظيم والإخراج يناسب حجم الخدمات الجليلة التي قدمتها هذه الأسماء بكل تفان وإخلاص لشبيبة المدينة ذات زمان.. إذ لا يقتصر الأمر على جانب الإرهاق الصحي – الجسدي فحسب بل والجانب المادي التمويلي الذي ما يكون على حساب مصاريفهم العائلية أحايين كثيرة..
و للتاريخ شهود..
الا يستحق أن يفكر في حفل مسائي داخل بإحدى قاعات المدينة بعد المقابلة الإستعراضية طبعا
ما الذي ينقصنا للتفكير في هكذا تصور وإخراج.. وهي فرصة لفتح شهية الشهادات كجزء صغيرة من لبنة توثيق للذاكرة الرياضية بالمدينة..
هي الذاكرة المشتركة للجميع ولا يحق لأي أحد ان ينصّب نفسه وصيّاً عليها..
وإذ يفرض المقام شكر الجهة المنظمة على هذه المبادرة النبيلة فعلينا الانتباه إلى توسيع أفق تفكيرنا مستقبلاً بالانفتاح أكثر على كل قيمة مضافة لتوثيق ذاكرتنا الرياضية المشتركة.
وهي المناسبة أيضاً لنقول بصوت مسموع.
شكرا لكم ايها الطيبون الثلاث..
ولا يليق بذكر اسمائكم إلا المحبة والتقدير والاحترام.

يوسف غريب كاتب صحفي

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى