
مراكش..المدينة التي كسرت قاعدة الخوف!
- بقلم سيداتي بيدا//
في زمن تتسابق فيه المدن الكبرى مع التحديات الأمنية المتصاعدة، استطاعت مراكش، المدينة الحمراء، أن تفرض نفسها كنموذج للأمن الحضري الراسخ، حتى صارت عنوانًا للسلم المجتمعي ومضربًا للمثل في استتباب الأمن، ليس فقط في المغرب، بل في المنطقة ككل.
ليس الأمر مجاملة، بل حقيقة يمكن لأي زائر أو ساكن أن يلمسها منذ اللحظة الأولى. مراكش اليوم تُعاش بأمان… ليلًا ونهارًا. فالمرأة تمشي لوحدها وسط المدينة دون أن تخشى نظرات مريبة، أو مضايقات. السياح يحملون هواتفهم وكاميراتهم بكل حرية، والمواطن البسيط يشعر أن الشارع أصبح امتدادًا لبيته، لا يُخشى فيه على النفس ولا على الممتلكات.
هذا التحول الجذري لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة رؤية أمنية شمولية، قادها السيد والي الأمن بمراكش، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية، ومع المذكرات الدورية الصادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني، والتي أكدت في أكثر من مناسبة على ضرورة “اعتماد سياسة القرب، وترسيخ الثقة المتبادلة بين المواطن والمؤسسة الأمنية، وتطوير الأداء الأمني وفق مقاربة تشاركية وحقوقية”.
لقد سبق لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده أن شدد في خطاباته السامية على أن:
الأمن ليس امتيازًا بل حق لكل مواطن، لا يمكن الحديث عن الاستثمار ولا عن تنمية بشرية دون أن يشعر المواطن بالأمان في بيته وشارعه ومحيطه.”(خطاب العرش، 30 يوليوز 2016).
وبناء على هذه الرؤية الملكية الحكيمة، سارعت مصالح الأمن الوطني إلى بلورة استراتيجية ميدانية متكاملة، تعتمد على محاور رئيسية: التواجد المستمر في الشارع، تحديث الوسائل التقنية، تعزيز التنسيق الاستخباراتي، وتكثيف الحملات الاستباقية، مع إعطاء أهمية خاصة لمحاربة الظواهر المستجدة كـ” شوائب الأمنية” والعنف الحضري.
وقد انعكست هذه المجهودات بشكل واضح في مدينة مراكش، التي باتت وجهة آمنة مفضلة للزوار من داخل المغرب وخارجه، وارتفعت فيها مؤشرات الشعور بالأمن، بحسب شهادات المواطنين والسياح على حد سواء.
ومع كل هذه النجاحات، تبقى الحاجة قائمة لمزيد من الصرامة في مكافحة بعض الأشكال الخفية من الجريمة، وعلى رأسها ظاهرة التحريض على الفساد، التي لا تزال تطفو أحيانًا في بعض المسحات الخضراء، والتي تحتاج إلى معالجة حازمة ومستدامة، بما يليق بصورة مراكش ومكانتها الوطنية والدولية.
فالأمن هنا لم يعد مجرد لباس نظامي أو دورية عابرة، بل ثقافة وسلوك ومؤسسة قريبة من المواطن، تنصت لنبضه، وتستبق مشاكله، وتحميه دون أن يشعر بثقلها.
إن ما تحقق في مراكش اليوم هو ثمار لعمل متكامل، قوامه الانضباط والتفاني والتوجيه الملكي السامي، ومذكرات أمنية دقيقة وواقعية، آمنت بأن أمن المواطن أساس لكل مشروع تنموي، وجدار صد لكل محاولات الفوضى والتشويش.
ومراكش، بكل فخر، تقولها بصوت عالٍ:
هنا… لا مكان للخوف.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News