مذكرات”كاد أن يكون”بالسجن المحلي 2 بأيت ملول..
لم أتوانى قيد أنملة حين دعاني السيد زهير مولود رئيس مصلحة العمل الإجتماعي بالمؤسسة السجنية 2 بأيت ملول بمعية الأستاذ الجليل أحمد طالب لتقديم وقراءة في إصداري الموسوم ب( كاد أن يكون) وهو من جنس المذكرات.
لن أخفي حقيقة ما انتابني من هواجس مترسبة كخلفيات عن السجون من خلال المشاهدات السينمائية الأمريكية والمغربية ومن خلال مواقع التواصل الإجتماعي وقبل هذا وذاك ما يحكى عن سجن إنزكان القديم .
وبالرغم من قناعتي بربط كل عمل جنحي أو جنائي بما يستحقه من عقوبة فقد كانت عندي مجموعة من التمثلات السجنية كلها فظاظة وغلضة وعقوبة وقتامة وأجواء الخشونة في اللفظ والمعاملة . هكذا سمعت وما
رأيت شيئا .
يوم استضافتي مع الأستاذ أحمد طالب بالمؤسسة السجنية 2 بأيت ملول تبددت كل التكهنات والتخيلات منذ الدخول إليها ….وعوض الإنقباض و التوجس المتخيلين تفاجأنا بالإنشراح والأنسنة والمعاملة الطيبة .
لقد تزامن نشاطنا الثقافي مع الذكرى السادسة عشرة لتأسيس المندوبية السامية للسجون وإعادة الإدماج ، وهذا ما زاد الوهج على وهج ، علما بأن الإحتفالات المنظمة من قبل مصلحة الأعمال الإجتماعية تعتبر متنفسا للسجناء تنسيهم الإعتقال وتخلق لهم فسحة من الحرية .
للعودة إلى النشاط الثقافي الذي أحييته بمعية الأستاذ أحمد طالب ، والذي امتد من العاشرة صباحا إلى الساعة الواحدة زوالا ابتدأ بكلمة ترحيبية للأستاذ زهير مولود ناب فيها عن الحضور موظفين وسجناء ، بعدها جاءت مداخلة الأستاذ طالب والتي لمس من خلالها أغوار الكتاب، معتبرا التجربة موفقة غنية بدءا بالغلاف الحامل لمفاتيح ممهدة ومثيرة ومحفزة لغزو أغوار الكتاب ، كما وقف عند الغنى المضاميني الذي لمس جوانب اجتماعية وأنتروبولوجية وتعليمية وثراتية واقتصادية وثقافية فنية ، وختم قراءته ناقدا ببعض الملاحظات التي لاتفسد للود قضية والتي تتطلب تعديلا.
بعد ذلك فسحت المناقشة للنزلاء ا ، وقد أثار إعجابنا ما اتسم به هؤلاء من نضج فكري ثقافي أخلاقي انضباطي إناثا وذكورا، كما أثلجتنا تعريفاتهم قبل المداخلات ، وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك نزيلة طالبة في سلك الدكتورة في القانون وأخرى نالت البكالوريا في المؤسسة السجنية وهي الآن طالبة في السنة الأخيرة من الإجازة في الإقتصاد وأخرى بصدد اللمسات الأخيرة لإصدار عمل أدبي سنشارك في قراءته.
لا أستطيع أن أصف لكم الأجواء الرائعة الحميمية التي خيمت على نشاطنا الثقافي ، والتي خلقت حيزا من الحرية أنستنا بأننا في مؤسسة سجنية ! والفضل كل الفضل يرجع إلى موظفي الأعمال الإجتماعية والمركز البيداغوجي وعلى رأسهم الأخ زهير مولود.
لن تفوتني الفرصة لأشكر مدير المؤسسة السجنية أيت ملول 2 الأستاذ سعد وضيفيه الكريمين من السلطة القضائية الذين شرفوا اللقاء بإطلالتهم البهية.
- بقلم ابراهيم أمجاد
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News