السياسة

ما هو التاريخ الأنسب لاعتماده عطلة رأس السنة الأمازيغية بالمغرب؟

  • بقلم ميلود الشلح / عن le 3360 //

أعاد القرار الملكي السامي بترسيم السنة الأمازيغية، الذي صدر مطلع شهر ماي 2023، فتح النقاش مجددا حول مستهل التقويم الأمازيغي وفاتح السنة الأمازيغية الذي سيصبح عطلة رسمية مؤدى عنها بالمغرب.. وكثر الجدل في الآونة الأخيرة بين نشطاء الحركة الأمازيغية حول اليوم الذي ينبغي ترسيمه، هل هو يوم 12 يناير (كما في الجزائر) أم 13 أم 14 من يناير الميلادي؟ إليكم عناصر الإجابة عن هذا السؤال.

هي مسألة وقت فقط، فمن المنتظر أن يتم الإعلان قريبا عن اليوم الذي سيعتمد كفاتح للسنة الأمازيغية، والذي سيصبح عطلة رسمية مؤدى عنها بالمغرب، وذلك بعدما سلم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية رأيه في الموضوع إلى رئيس الحكومة، بناء على طلب مشورة تقدم بها إلى معهد «إيركام»، في انتظار حسم القصر الملكي في هذا الأمر الذي رافقه الكثير من الجدل.

أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، قال إن المعهد أعطى رأيه حول رأس السنة الأمازيغية الذي سيصبح عطلة رسمية بالمغرب. وأوضح بوكوس، في تصريح لـLe360، أنه «بطلب من رئاسة الحكومة، أعطى المعهد رأيه في هذا الموضوع من خلال وثيقة تبيّن الأبعاد التاريخية والثقافية لهذا الحدث الوطني».

وجاء طلب رأي معهد «إيركام» بناء على القرار الملكي السامي بترسيم السنة الأمازيغية، حيث أصدر الملك محمد السادس توجيهاته إلى رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار.

جدل محتدم:

ما إن نشرت وزارة التربية الوطنية لائحة العطل بالتعليم الابتدائي والثانوي والإعدادي والثانوي التأهيلي وأقسام تحضير شهادة التقني العالي برسم السنة 2023/2024، وظهرت الخانة المخصصة لتاريخ عطلة رأس السنة الأمازيغية فارغة وكتبت مكانها عبارة «ستحدد لاحقا»، حتى ثار الجدل من جديد بين النشطاء الأمازيغ حول اليوم الأنسب للترسيم.

بالنسبة للصحفي والباحث في الثقافة الأمازيغية، محمد بوداري، فإن إثارة هذا الجدل « كان منتظرا »، ذلك لأن « بلاغ الديوان الملكي اكتفى بالإعلان عن قرار جعل رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة رسمية مؤدى عنها، دون الخوض في تفاصيل أخرى، حيث أن المسؤولين يدركون جيدا أن تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية فيه جدل وخلاف داخل الحركة الأمازيغية نفسها »، يورد بوداري في مقال حول الموضوع نشرته جريدة «العالم الأمازيغي».

وأضاف هذا الباحث صاحب مؤلف «المعجم القانوني: فرنسي-أمازيغي»، أن «الحركة الأمازيغية ومعها أمازيغ المغرب، أمام تحدّ جديد يتعلق بالاتفاق على يوم واحد ليكون يوم عطلة رسمية ومؤدى عنها، إذ أن السائد في السنين الأخيرة هو اختلاف الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بين الجمعيات وبعض المهتمين بالثقافة الأمازيغية».

فاتح السنة الأمازيغية:

بينما تحفّظ بوكوس، في حديث مقتضب مع Le360، عن الخوض في تفاصيل مقترح «إيركام» حول عطلة «إيض ن ئينايرⵉⴹ ⵏ ⵢⵉⵏⵏⴰⵢⵔ /» أو فاتح السنة الأمازيغية، لا يستبعد الناشط الإعلامي الأمازيغي، الحسن باكريم، أن يتم رسميا اعتماد يوم 14 يناير من السنة الميلادية كفاتح «ئيناير» من السنة الأمازيغية.

وأوضح هذا الناشط في « تكتل تمغربيت للإلتقائيات المواطنة »، في تصريح لـle360، أنه « بعد الترسيم ينتظر أن يحتفل المغاربة مساء يوم 13 يناير من سنة 2024 الذي سيصادف نهاية السنة الأمازبغية (31 دجنبر 2973)، وسيكون يوم 14 يناير هو فاتح السنة الأمازيغية الجديدة (1 ءيناير 2974) ».

«كل المؤشرات تؤكد أن الأمر واضح لا يقبل الكثير من التأويلات، ففاتح السنة الأمازيغية هو 14 يناير»

 لحسن باكريم

وحسب هذا الناشط الأمازيغي فقد جرت العادة أن يحتفل المغاربة ومعهم جزء كبير من ساكنة شمال إفريقيا بـ »إيض ءيناير » (ليلة ءيناير) يوم 13 يناير الميلادي، بيد أن « عدم ترسيم السنة الأمازيغية جعل الناس يتفرقون في الاحتفال بين 12 و13 و14 يناير »، مشيرا إلى أن الاحتفالات بهذه المناسبة « يمكن أن تمتد في بعض المناطق طيلة شهر يناير ».

ويعتقد باكريم أن الرأي الذي قدمه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لرئاسة الحكومة سيتمحور حول هذا الاتجاه، على اعتبار أن إيركام « سبق أن نظم العديد من اللقاءات حول الموضوع بناء على أبحاث عدد من الباحثين في الثقافة الأمازيغية، تفيدُ -حسب علمنا- بأن 14 يناير هو مطلع السّنة الأمازيغية التي تسمى كذلك بالسنة الفلاحيّة لارتباطها بالأرض وبموسم الفلاحة ».

لماذا 14 يناير؟

بالنسبة للإعلامي لحسن باكريم، فإن عددا كبيرا من نشطاء الحركة الأمازيغية بالمغرب «يؤكدون أن 14 يناير هو اليوم المقابل لمطلع السّنة الأمازيغيّة، وذلك بناء على العديد من المؤشّرات غير المتفق عليها كليّا، لكنّها صارت معتمدة، ومنها تقويمات يومية بوعياد المعروفة جدا بالمغرب، والتي كانت تتضمن تقويما ميلاديا وهجريا وفلاحيا، وكان دائما فاتح السنة الفلاحية يصادف 14 يناير»، وهو ما اعتبره باكريم «مؤشرا تاريخيا معتمدا منذ الاستقلال ومبنيا بشكل حائز على مصداقية تاريخية كبيرة».

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى