مأساة اهل طاطا، بين سندان الوعود ومطرقة الواقع..
- من طاطا، يوسف الإدريسي //
في 20 شتنبر من هذا العام، تسببت الفيضانات التي اجتاحت منطقة طاطا في خسائر مادية وبشرية جسيمة. من بين المناطق الأكثر تضرراً كان دوار القصبة بجماعة تيسينت، حيث سقط أكثر من 20 منزلًا بين انهيار كلي وجزئي، إضافة إلى خسائر مادية في المجال الفلاحي من الواحات والماشية .
استبشرت الساكنة خيرا عندما شاهدت حضور السياسيين بالمنطقة والفاعلين الجمعويين، بالإضافة إلى اللجنة المكلفة بإحصاء الخسائر سواء من حيث المنازل المتضررة والمهدومة أو الواحة . وقد استبشر المتضررون أكثر عند تخصيص جلالة الملك نصره الله مبلغا مهما وأوصى بإعادة تهيئة المناطق المتضررة من الفيضانات.
ولكن بعد أكثر من شهرين، تم صرف تعويضات المتضررين لتتفاجأ الساكنة بإقصاء أكثر من 12 منزلًا منها ما تعرض لانهيار كلي أو جزئي.
وما يزيد من الشكوك هو المعايير غير الموضوعية التي تم اعتمادها في عملية الإقصاء والتعويض، مثل الإقصاء بسبب امتلاك المتضرر منزلًا خارج القرية، وهو شرط قد يؤدي إلى استبعاد معظم المتضررين.
إضافة إلى ذلك، ظهرت حالات ظلم واضحة، حيث صرح لنا أحد المتضررين بأنه وقع التزامًا مع إحدى الجهات المعنية، ومع ذلك وجد نفسه خارج قائمة المعوضين، فاضطر للقيام بمبيت ليلي في محاولة للحصول على حقه.
أمام هذا الوضع، لم يجد المتضررون من المسؤولين أذنًا صاغية، وحتى الردود التي تلقوها كانت مشفّرة ولا توضح أسباب الإقصاء. كما أن البعض اضطر للعيش كلاجئ عند جيرانهم بسبب غياب حلول حقيقية.
هذا الوضع أدى إلى حالة من الغضب والإحباط بين الساكنة، خصوصًا أن المعايير التي تم اعتمادها غير منطقية وغير مفهومة، مما أدى إلى حالة من الشك بين المتضررين وتبادل الاتهامات داخل الدوار.
ومن جهة أخرى، لم يظهر أي تفعيل حقيقي للوعود التي قدمها المسؤولون الذين حضروا وقت الحدث الفاجعة الامر الذي لا يعكس الفعل الحقيقي في دعم المتضررين حسب شكاياتهم. لم يكن هناك التفعيل الذي كان ينتظره هؤلاء، مما زاد من مشاعر خيبة الأمل لديهم.
إن متضرري ساكنة القصبة تيسينت المقصيّين يطالبون جميع الجهات المعنية بإعادة رد الاعتبار لهم، وذلك من خلال إنصافهم ودعم خسائرهم.
في حال تعذر تعويض الجميع بشكل كامل، فإن أقل ما يمكن تقديمه هو توضيح الأسباب والشروط التي أدت إلى إقصائهم، بحيث تكون هناك شفافية في عملية توزيع التعويضات.
إن تحقيق العدالة لهذه الفئة المتضررة ليس فقط مسؤولية الجهات الرسمية، بل هو واجب اجتماعي يضمن للمتضررين الكرامة والحقوق المستحقة.
كما طالب هؤلاء المتضررين أن يكون هناك تفعيل فعلي للترافع من قبل السياسيين والمجتمع المدني لضمان استفادة منصفة للجميع وتحقيق الحلول العادلة في هذا الملف.
في الختام، إن متضرري ساكنة القصبة تيسينت المقصيّين يطالبون بالإنصاف والشفافية في توزيع التعويضات، ويتمنون أن تجد مناشدتهم أذانًا صاغية. وإن كانت اللجنة المكلفة قد بذلت جهداً كبيراً، فإننا نناشد عامل إقليم طاطا، الذي لطالما أظهر التفاني والإخلاص في عمله من أجل تنمية الإقليم، أن يولي هذه القضية اهتمامًا خاصًا، ويساهم في تحقيق العدالة لجميع المتضررين.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News