الثقافةالرأي

 ليلة القبض على الشعر بساحة تلويكاند /تلبرجت أكادير

ربما يحس الشعر بالضيق والحصار داخل القاعات وبين الجدران، لذلك يرغب في الخروج إلى الهواء الطّلق، أن يكون حراً أكثر،

أن يكون قريبا من النّاس.. لا غريباً عنهم.. أن يوقف العابرين لحظة كي يقول لهم بأن الشعر لا يوجد فقط في اللغة والكلمات، هو في كل مكان، حتى في أجسادنا نحن الجالسين على زرابي تقليدية محاطين بطنافس ضوئية خافتة خلفنا معظم العابرين واقفين نتابع القراءات الشعرية باللغتين العربية والأمازيغية في أول ليلة من ليالي مهرجان تلويكاند مساء اليوم.

واللافت في هذه التجربة التي انتبهت إليها إدارة المهرجان هو القدرة على نقل الشعر نحو الفضاء العام كتجربة استثنائية حدّ ان له الأفضلية في افتتاح النسخة الثالثة لهذا المهرجان..

كانت ليلة الشعر بساحة تلبرجت لحظة دهشة عندنا نحن العابرين.. كان الشعر خارج القاعات هذه المرّة وبعيداً من الجدران والكراسي المرتبة بعناية، والتي غالباً ما تجلس فيها نخبة معينة من المثقفين أو من أصدقاء الشعراء المقربين..

هي التجربة / الدهشة الأولى لجمهور لم يألف سماع الشعر أصلاً.. فكيف له ان يقف لسماعه ولمدة ساعة ونصف ومن مختلف الأجناس والإعمار حتى الأطفال لو لم تكن تلك القراءات المشحونة بأحاسيس الشعراء التي لا مست أرواحنا.

كان الفضل لهذا التنوع في لغة التعبير بين العربي الفصيح والامازيغية العالمة..كانت مقاربة النوع ومن شاعرات الوزن العمودي والقصيدة النثرية

ككل شعراء الجنوب من الشاعر علي شوهاد إلى الشاعر عبد الله الحوفي.. يتوسطهم الشاعر محمد واگرار متوّجين بالشاعرتين فاطمة فراس وآمينة أرسام..
نعم ككل شعراء الجنوب فهي كيانات مفرطة في تقديراتهم وصادقين في تعاطيهم مع الأحداث والسياقات..

يفضّلون ان نصغي لشاعرية الألم احسن من أن ننتحب في غمار الفرح… كما في هذا المقطع من قصيدة أگادير للشاعر عبد الله الحوفي :
(.. هنا المدينة تحتسي صمتها
تحت نعال السّياح
العشق في عيونها ضامر
وهوى أهلها مستباح
قطّة تنهش أولادها
كلّما بوغتت بنباح.. )

بمثل هذه المقاطع الشعرية وغيرها افقاً وإبداعاً عشنا جميعا الليلة الأولى من ليالي تلويكاند بساحة تلبرجت الموعد السنوي لصلة الرحم الجماعي بين أبناء المدينة

يوسف غريب كاتب صحفي

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى