
..”لمعروف” بسوس إرث سنوي يقاوم سيولة العولمة
- بقلم فهد العيساوي * //
تشهد مناطق سوس سواء في الجبال(أدرار)، أو السهل(أزغار)، تقليدا سنويا ورثه الخلف عن السلف، وهو “لمعروف” بحيث يجتمع سكان الدوار في شهر غشت من كل سنة لإحياء “لمعروف” كما جرى في سالف الأزمان.
ويعرف إحياء هذا التقليد السنوي، مزيجا من البعد الديني والاجتماعي والثقافي، وحفاظا على العرف الجمعي للحفاظ على سنة “لمعروف”، باعتباره مناسبة سنوية يجتمع فيه سكان الدوار باختلاف أعمارهم وألوانهم، للتفكير في إحياء هذا التقليد السنوي، وحتى الجالية المغربية المقيمة بالخارج، تساهم في هذا الإرث السنوي، بكل أشكال المساهمة والمشاركة.
وتتنوع مظاهر إحياء هذا الإرث السنوي من منطقة إلى أخرى في سوس، حسب التقاليد والأعراف، فهناك مناطق، حافظت رغم قوة العولمة، على الذبيحة “تغرسي”، وتقسيمها أجزاء على وزن كيلوغرام من اللحم، مع ما تعرفه أجزاء الذبيحة من مزايدة في الثمن أثناء شرائها، بغية الحصول على بركة “لمعروف”، في حين تستعد النساء لطهي وجبة لمعروف “تفلونت”، وتكون إما وجبة الغذاء أو العَشاء.
وقد صرح لي أحد أئمة مسجد “تهالة” تافراوت، أن أهل الدوار يقومون بشراء اللحم وتوزيعه على النساء لطهيه، وفق عادات الطبخ التقليدي، ويحضر “الطلبة” لختم السلكة القرآنية، والدعاء الصالح لكل من ساهم بماله أو عمله أو علمه، لإحياء “لمعروف”، كما يكون “لمعروف” مناسبة سنوية لمعرفة حاجيات الدوار، والتفكير في اليات معالجتها، وفق إجماع مجلس الجماعة”لجماعت”، الذي يتكون من أعيان وشرفاء الدوار.
كما أن بعض المناطق حافظت على هذه المناسبة السنوية، مع تجديد آليات الإحياء من خلال برمجة أمسية لفن أحواش”درست”، لإدخال البهجة والسرور في نفوس سكان الدوار.
إن ل”لمعروف” مناسبة سنوية لتعزيز قيم “تمغربيت” من التعاون والتآزر، في ظل عالم ينحو نحو التشبع بقيم الفردانية وحب الذات، إنه إرث سنوي يقاوم سيولة العولمة.
*فهد العيساوي صحفي متدرب

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News