الرأيالرياضة

كم نحن جحودين وناكرين للجميل وضعاف الذاكرة اتجاه أسود الأطلس..

  • بقلم الحسين أرجدال //

لم أكن أريد كتابة أي شيء حول ما وقع للمنتخب المغربي في كان 2023، لكن كمية التعاليق السلبية ونكران الجميل التي قرأتها والصادرة عن العديد من الأصدقاء والزملاء الإعلاميين، جعلتني متأكدا من أننا شعب بلا ذاكرة..

فقط بالأمس القريب، جميعنا رقصنا وانتشينا حتى الثمالة، شبابا وشيبا، ومعنا مختلف الشعوب الإفريقية والأمازيغية والعربية وغيرها، بانتصار رمزي حققناه في أكبر محفل كروي.. انتصار كان من الممكن أن يكون أكثر مما تحقق لولا ظروف خارجة عن إرادة المنتخب بجميع عناصره، منها ما له علاقة بالإصابات والتحيز التحكيمي وغيرها، دون نسيان عامل الحظ، الذي له نصيب في مآل ونتيجة أية مباراة..

واليوم، بعد عام ونيف فقط، وبسبب كبوة، ونفس ظروف أمس، شرعنا في جلد ذواتنا، وانطلقت حناجر وأنامل كثيرة لتنفث سمومها تجاه عدد من أبناء هذا الوطن بذلوا من الجهد أكثر من طاقتهم، وحاولوا قدر المستطاع إسعاد الشعب، لكنهم لسوء الحظ لم يوفقوا في ذلك..

تناسينا أنهم يضلون بشرا، ولهم قلب وأحاسيس وآمال، وأنهم أكثر من حس ويحس بآلام الهزيمة والانكسار..
تناسينا أنهم سافروا إلى أدغال إفريقيا، وتحملوا حرارة الأجواء والرطوبة الكثيفة، والتي أتحدى الأغلبية من المغاربة من أن يتحملوا المشي فيها لساعة فقط، ما بالك بالركض فيها لساعتين متواصلتين..

تناسينا أن أغلبيتهم شباب في مقتبل العمر، لهم طموحاتهم وآمالهم، وفضلوا التضحية من أجل تمثيل الوطن وتشريفه، وأنهم جزء من منتخب ليس بأحسن من منتخبات أخرى غادرت في الدور الأول، أو في دور الثمن، وأنه ليس المنتخب الوحيد المرشح للظفر بالكأس..
تناسينا أنها مجرد لعبة، وليست حربا ضروسا..

أسود الأطلس
أسود الأطلس

تناسينا الكثير والكثير مما لا يتسع المجال لذكره، وفضلنا جلد الذات على المواساة والتشجيع..

كم نحن جحودين وناكرين للجميل وضعاف الذاكرة..
وأعتقد أن ما وقع هو نتيجة عادية لما نستحقه..

لا أريد أن أكون واحدا منكم، وليس لدي ما أقوله لعناصر المتتخب الوطني المغربي سوى هذه الجملة البسيطة:
“شكرا جزيلا لكم يا أسود الأطلس على تضحياتكم النبيلة وبسالتكم.. وحظ موفق في الاستحقاقات المقبلة”..

          

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى