الثقافةالرأي

كفى تحاملا على جامعة ابن زهر..

  • د.عزيز منتج * //

تعد جامعة ابن زهر واحدة من أعرق الجامعات المغربية ، فهي ولأكثر من أربعة عقود تؤدي دورها الريادي في التربية والتعليم والتكوين ، مغطية خمس جهات، أي ما يعادل نصف مساحة المغرب، وبسعة تصل إلى 160 الف طالب من أكادير وسبعة مدن مجاورة، ومايقارب 1500 أستاذ، يتوزعون على 24 مؤسسة للتعليم العالي.

 مر من جامعة ابن زهر  أساتذة كبار ، وحاضر فيها أعلام في الثقافة والفكر ، مثل ليوبولد سنغور وباتريس باڤيس والمهدي المنجرة وعباس الجراري وادونيس وعبدالله العروي والجابري والفقيه المنوني وعبدالكريم غلاب ومحمد برادة وعبدالقادر الشاوي وواسيني الاعرج وابراهيم الكوني والسرغيني وحسن المنيعي وعبدالله ساعف، وحسن أوريد الخ.

كما تخرج منها أساتذة وباحثين كبار يشتغلون الآن في الجامعات المغربية وأعرق الجامعات الدولية. كما كانت من أول الجامعات التي عقدت شراكات مع جامعات من مختلف دول العالم ، واحتضنت أنشطة دولية، ومؤتمرات علمية ، واستقبلت ضيوفا من مختلف الاهتمامات.

كما حرصت الجامعة وبشكل مستمر على تنظيم أنشطة دولية، كالمهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي بلغ دورتة السابعة والعشرين ، وسبق وشاركت فيه عدة جامعات من كل أنحاء العالم، والملتقى الدولي للرواية، والمنتدى الإعلامي الذي نظمته الجامعة بشراكة مع شبكة الجزيرة…

بالإضافة ما ينشره أساتذة الجامعة من كتب ومؤلفات حققت بها الجامعة رقما قياسيا على الصعيد الوطني، وأكدته الجوائز التي حصل عليها أساتذتها والتي تجعل الجامعة دائما ضمن المتوجين بجائزة المغرب للكتاب، وأحيانا بلوغ بعض المؤلفات المراحل الأخيرة في مسابقات اقليمية ودولية.

إن ما راكمته الجامعة من انجازات، وماحققته من مكاسب، لايجب أن يمسح بجرة قلم، وبممارسات ارتكبها شخص هو الآن على ذمة التحقيق والقضاء ، ويجب أن يكون اعتقاله نهاية لمثل هاته الممارسات التي تسيء للوطن وتعليمه وللجامعات المغربية وشواهدها..

إن ماحدث ليس غريبا ، فقد وقع في أرقى الجامعات العالمية التي شهدت فضائح مشابهة مثل ما حدث مع سيف الاسلام القدافي في انكلثرا ، وما حدث مع أحد الوزراء الألمان الذي سحبت منه شهادته، وما حدث في أمريكا ، حيث قامت جامعة ييل بإلغاء قبول طالبة بسبب رشوة قدرها 1,2 مليون دولار ، بالإضافة إلى أشهر فضيحة في أمريكا حيث تمت متابعة ازيد من خمسين من الأغنياء والمشاهير بعد تبوث تقديمهم لرشاوى لإحدى الجامعات مقابل تسجيل أبنائهم، ما أدى إلى اعتقال شبكة من المسؤولين بالجامعة ومحاكمة العقل المدبر (إيريك س)وإدانته بثلاث سنوات سجنا نافذا وتغريمه بعشرة مليون دولار ومصادرة ثروته المقدرة ب 5,3 مليون دولار..

إن هذا ليس محاولة لتبرير الفضيحة أو التقليل من خطورتها التي تجاوزت كل الحدود، وأساءت للوطن أولا وأخيرا ، وإنما هو نداء لعدم استهداف الجامعة وأطرها وأساتذتها وباحثيها، وتشويه صورتها وتحميلها تبعات ممارسات إجرامية لشخص أو أشخاص معينين.

وبالتالي عدم الانجرار وراء من يحملون شعار ( حوتة وحدة تخنز شواري)، لأن في جامعة ابن زهر وعلى مر التاريخ تضم الكثير من الأساتذة الشرفاء والباحثين الأجلاء والمختصين النبهاء في تخصص مجالات تدريسهم..

* د. عزيز منتج استاذ خريج جامعة ابن زهر ، حاصل على الدكتور  في التنمية والإعلام

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى